شكّل التضامن العربي محورا ثابتا في مسار القمم العربية، وكان القاسم المشترك في قمة بغداد التي شارك فيها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع إخوانه قادة ورؤساء وفود الدول العربية الشقيقة، حيث أعرب سموه، حفظه الله، عن أمله في أن تنعكس مخرجات وقرارات القمة العربية الـ«34» بالعاصمة العراقية بغداد، في تعزيز التضامن العربي وترسيخ التكامل بين البلدان العربية في كافة مجالات التعاون القائم، مشيرا إلى أن القمة انعقدت في ظروف إقليمية ودولية تستوجب تعاونا عربيا ودوليا لحل أزماتها.
إن تحقيق التضامن وترسيخ التكامل هو الشرط الأول لمواجهة التحديات المعقدة التي تجابه المنطقة، ومن ذلك بطبيعة الحال، القضية الفلسطينية، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من حرب إبادة وحشية، بالإضافة إلى ما تكابده الضفة الغربية المحتلة التي تتعرض إلى غزو استيطاني حقيقي يهدف إلى تهويدها، وتهويد مقدساتها.
لقد أكدت كلمات القادة ورؤساء الوفود على وجود رغبة عربية تامة بالتوصل إلى سلام شامل يقوم على منح الشعب الفلسطيني دولته المستقلة على حدود العام «1967» وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى وجود موقف عربي موحد رافض لمحاولات التهجير القسري، بالإضافة إلى الدعوة لدعم إعمار غزة ووقف العدوان، وضمان بقاء الفلسطينيين على أرضهم.
ومما سمعناه فإن القضية الفلسطينية تبقى في صدارة أولويات القادة العرب، وشكلت محورا أساسيا في مواقفهم ومقرراتهم، لكن كل ذلك لن يكون كافيا ما لم يتمكن العرب من تحقيق التضامن والتنسيق المطلوبين لحل كل المشكلات القائمة في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.