الدوحة- قنا- اهتمت وسائل إعلام أميركية بالزيارة التاريخية التي يقوم بها فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية إلى دولة قطر، وبالمباحثات الرسمية مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وأفردت لها مساحات واسعة من تغطياتها وتقاريرها المتعلقة بوقائع الزيارة ومدلولاتها.
وأكدت وسائل الإعلام الأميركية أن أهمية هذه الزيارة تكمن في أنها تأتي ضمن أول جولة خارجية يقوم بها الرئيس الأميركي منذ توليه منصبه في شهر يناير الماضي، فضلا عن أنها ثاني زيارة يقوم بها رئيس أميركي إلى دولة قطر بعد زيارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش في العام 2003.. واعتبرت الزيارة مرحلة جديدة للمضي قدما نحو تعزيز الشراكات الاستراتيجية القائمة بين البلدين الصديقين في العديد من المجالات الهامة، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الصديقين ويعود بالنفع على شعبيهما.
ونوهت وسائل الإعلام الأميركية بالدور البارز الذي تلعبه دولة قطر في العديد من الملفات الهامة والحيوية إقليميا ودوليا، وجهودها الكبيرة من أجل نزع فتيل الكثير من الأزمات والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، مشيرة إلى أن قطر باتت شريكا هاما لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية.
وأفادت قناة سي إن بي سي «CNBC»، في تقرير لها: «بأن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دولة قطر تعد لحظة تاريخية بالفعل، ففي آخر مرة رأينا فيها رئيسا أمريكيا يزور الدوحة كانت خلال العام 2003، عندما وصل الرئيس السابق جورج بوش الابن إلى الدوحة، تقديرا لجهود دولة قطر في الوساطة ودبلوماسيتها النشطة لتحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم».
وتابع التقرير، على مدار سنوات ترسخت العلاقات بين دولة قطر والولايات المتحدة ولا تزال قطر تمثل شريكا استثنائيا للولايات المتحدة في العديد من المجالات، لاسيما السياسية والدبلوماسية والدفاعية والاقتصادية وغيرها من المجالات.
بدورها، أشارت قناة فوكس نيوز «Fox News» إلى أن الرئيس الأميركي جاء إلى قطر لمناقشة ملفات هامة، منها وقف الحرب في قطاع غزة، كما نوهت بالحفاوة الكبيرة التي قوبل بها الرئيس ترامب لدى وصوله الدوحة، الأمر الذي يعكس مدى قوة ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.
من جانبها، قالت نانسي كورديس رئيسة مراسلي شبكة سي بي إس نيوز «CBS News» في البيت الأبيض، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجمعه علاقات قوية مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، كما أبرزت الدور الحيوي الذي لعبته دولة قطر في المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذه المفاوضات ما زالت مستمرة من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي هذه الحرب.
وضمن تغطية شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية لزيارة فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية إلى دولة قطر، قال ستيفن كولينسون المحلل السياسي وكبير مراسلي التليفزيون للشؤون السياسية، إن قطر جعلت من نفسها شريكا لا غنى عنه بالنسبة للولايات المتحدة.
ووصف قطر بالشريك الاستثنائي للولايات المتحدة، منوها بجهود الوساطة التي بذلتها قطر، بالتعاون مع الولايات المتحدة ومصر، من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كما نوه كذلك بجهود قطر في المحادثات بين الولايات المتحدة وطالبان، والتي أثمرت عن توقيع اتفاق شكل خطوة أساسية وهامة نحو إنهاء الحرب في أفغانستان، فضلا عن نجاح وساطة قطر في إطلاق سراح عدد من الأميركيين من سجون فنزويلا، وغيرها من الملفات التي لعبت فيها قطر دورا بارزا.
من جانبها، نوهت بيستي كلين كبيرة مراسلي البيت الأبيض في شبكة «CNN» بدور دولة قطر البارز كشريك رئيسي للولايات المتحدة في جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة حرص الرئيس الأميركي على إنهاء الحرب في غزة.
فيما قال السيد مايكل ميتشل المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية إن «العلاقة بين الولايات المتحدة وقطر كانت وما زالت استراتيجية، وتمثل اليوم أحد أعمدة السياسة الأميركية في الخليج».
وأكد ميتشل في تصريحات صحفية، أن الدوحة تعد شريكا استراتيجيا ثابتا في حسابات واشنطن، وتتميز هذه الشراكة بالعمق الدفاعي والموثوقية السياسية والمرونة في التنسيق.
وأضاف «أننا شهدنا توسعا نوعيا في مجالات التعاون، من الدفاع إلى الطاقة والابتكار، إضافة إلى الملفات الدبلوماسية.. منذ تصنيف قطر كحليف رئيسي من خارج الناتو، باتت مكانتها في الاستراتيجية الأميركية أكثر وضوحا وثباتا، وهذا التوجه لم يكن ظرفيا، بل نتيجة تراكم من الشراكات الفعلية والثقة المتبادلة، التي أثبتت فاعليتها في لحظات حرجة، والإدارة الحالية ترى في قطر شريكا موثوقا طويل الأمد، ليس فقط في السياقات الثنائية، بل في التوازن الإقليمي، وقيادة جهود الحلول السياسية والدبلوماسية».
وشدد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية على أنه في خضم التحولات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة، تبدو العلاقة بين الولايات المتحدة وقطر أكثر رسوخا من أي وقت مضى، مؤكدا أن «التعاون الدفاعي مع قطر يعد من بين الأهم في المنطقة».
وعن دور دولة قطر السياسي كوسيط إقليمي، قال إنها «وسيط موثوق يتمتع بقدرة استثنائية على التواصل مع أطراف متعددة، بما في ذلك جهات يصعب الوصول إليها عبر القنوات التقليدية»، مضيفا أن الدوحة أظهرت مرونة ومهنية والتزاما واضحا بمبادئ التهدئة والدبلوماسية، وأن واشنطن تتعاون عن كثب مع القيادة القطرية، خاصة في المرحلة الراهنة حيث تتقاطع الأزمات وتتعاظم الحاجة إلى قنوات تفاوض فاعلة.
وشدد السيد مايكل ميتشل المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية على أن الشراكة مع قطر «نتاج سنوات من التعاون الفعلي».