شهد الصالون الثقافي بمعرض الدوحة الدولي للكتاب ندوة بعنوان «معمار الثقافة.. دور التصميم في بناء المشهد الثقافي» وشارك فيها الدكتور هيثم الهمالي والمهندس محمد النعيمي، وقدمها المهندس سعود الدليمي، ودارت الندوة حول العلاقة بين التصميم المعماري والهندسي للمباني والهوية الثقافية والتراثية للدول، وبناء المشهد الثقافي بصفة عامة.
وأوضح النعيمي أن الفترة الحالية باتت تشهد تحوُّلات عمرانية سريعة في دول العالم وأصبح المهندس يسعى لإنجاز عمله في أسرع وقت مع تقليل التكلفة ورفع الجودة، وهذا يستدعي أن نعيد التفكير في دمج تصميم هذه المباني في الثقافة والهوية المحلية حتى ما تكون هذه المباني جامدة.
وأشار إلى أن الإنسان ومنذ بداية تشييد مسكنه كان يستمد تصميمها من هويته المحلية، وعلى سبيل المثال كانت بيوت الشعر في الماضي تجسد الهوية وفي نفس الوقت تؤدي وظيفتها كمسكن للفرد، موضحاً أنه في الفترة الأخيرة كانت معظم المدن في العالم تشيد بطريقة متسارعة بغض النظر عن الهوية الثقافية.
وقال النعيمي: «في دولة قطر لاحظنا خلال السنوات الماضية أن معظم المباني التي شيدت مستمدة من الهوية الثقافية للبلاد ومنها على سبيل المثال ملاعب بطولة كأس العالم 2022 ومنها استاد البيت في الخور والذي تم تشييده على شكل بيت شعر، وكذلك استاد الثمامة الذي استمد تصميمه من «القحفية» القطرية، وبالتالي هذه المباني تعبر عن الهوية الثقافية للمواطن القطري وانتمائه لهذه الثقافة».
ومن جانبه أكد الدكتور هيثم الهمالي أن هناك عدة عوامل تشكل المشهد الثقافي من وجهة نظر معمارية، وأن المعالم المعمارية والتاريخية في أي مدينة قد تعكس قصة مرئية تعبر عن حضارة وثقافة وهوية هذا المجتمع، موضحاً ان الإنسان عندما يشرع في تشييد مسكنه فهو يقوم بدراسة احتياجاته من هذا المسكن ويقوده هنا عامل غير مرئي وهو عامل ثقافي مرتبط بالعرف السائد في تشييد المباني السكنية، ضارباً المثل بالبيوت القطرية التي تشترط وجود المجلس بها وقت البناء وأن يتصف هذا المجلس بالخصوصية، والأمر نفسه بالنسبة للمباني العامة والتي يكون لها تصاميم محددة يجب مراعاتها حتى تبرز هوية وثقافة البلد ومنها في دولة قطر على سبيل المثال سوق واقف والذي يعبر عن الهوية والتراث القطري.