+ A
A -
صلاح سلام كاتب لبناني

عودة طلائع الأشقاء العرب إلى لبنان، تتجاوز بأبعادها الحركة السياحية، إلى ما هو أبعد وأكثر عُمقاً في مدلولاتها الوطنية والقومية.

التجارب المريرة علمتنا أن لبنان، الدولة والشعب، كان يدفع الأثمان الباهظة من استقراره وازدهاره، كلما خرج عن خط الأكثرية العربية، وكلما حشر نفسه في صراعات المحاور في المنطقة. وهذا ما حصل في الخمسينات عندما جنح لبنان نحو «حلف بغداد»، الذي كان معادياً للحركة الناصرية.

لم يكن سهلاً على رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، ولا على رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام، العمل على إعادة فتح الأبواب الموصدة مع الأشقاء العرب، لا سيما مع المملكة السعودية والدول الخليجية الأخرى، والقيام بكل ما من شأنه لتسريع «عودة لبنان إلى الحضن العربي»، كما قال رئيس الحكومة، وعودة الأخوة العرب إلى بلد الأرز، الذين طالما عبروا عن محبتهم له، وتقديرهم لشعبه، فضلاً عن الحرص الدائم على الوقوف إلى جانب «الشقيق المشاغب» في الملمات والأزمات، والمساهمة في بلسمة الجراح، وتقديم المساعدات السخية لتنفيذ المشاريع الإنمائية، وإعادة إعمار ما تهدمه الاعتداءات والحروب الإسرائيلية في مختلف المناطق اللبنانية، وخاصة في قرى الجنوب التي يتحمل أهلها العبء الأكبر في المواجهات المتكررة.

رحلة عودة الأشقاء العرب انطلقت، المهم أن يعرف اللبنانيون، كل اللبنانيين، وبكل ألوانهم السياسية والحزبية، كيف يتعاملون مع الفرصة المتاحة لترميم العلاقات الأخوية، واستعادة الثقة مع الأشقاء العرب، قيادات وشعوباً.لبنان لا يستطيع التنفس دون الهواء العربي، ولا يقدر على العيش خارج الفضاء العربي.

copy short url   نسخ
09/05/2025
5