نيودلهي- إسلام أباد- عواصم- أعلنت باكستان أمس، مقتل 26 مدنيا بينهم أطفال ونساء وإصابة 46 آخرين بجروح جراء الضربات الصاروخية الهندية.
وقال الفريق أحمد شريف شودري المتحدث العسكري للجيش الباكستاني، إن الهند قصفت 6 مواقع داخل باكستان بصواريخ، موضحا في تصريح صحفي أنها قصفت بشكل عشوائي الخط الفاصل في إقليم كشمير.
واتهم المتحدّث، الهند أيضا باستهداف سد (نوسيري) بالقرب من مشروع (نيلوم - جهلوم) للطاقة المائية في منطقة كشمير، ما تسبب في إلحاق الضرر بالبنية التحتية، منوها إلى أن الجيش الباكستاني أسقط 5 طائرات مقاتلات هندية وطائرة مسيرة رداً على الضربات الصاروخية الهندية.
وتبادل الجانبان الهندي والباكستاني القصف عبر معظم خط وقف إطلاق النار في كشمير بعد أن قصفت الهند الليلة الماضية مواقع داخل باكستان قائلة إنها «بنية تحتية تابعة لمسؤولين عن هجوم مسلح في كشمير» الشهر الماضي.
وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، الأربعاء، إن التوتر المتصاعد بين بلاده والهند قد يؤدي إلى حرب نووية.
جاء ذلك في مقابلة مع قناة «جيو نيوز» أدلى خلالها بتصريحات حول التوتر المتصاعد بين البلدين بعد الهجوم الذي شنته الهند على بلاده مساء الثلاثاء مخلفا 26 قتيلا.
وقال آصف: «هناك بالتأكيد احتمال اندلاع حرب نووية بين البلدين، إذا فرضوا (الهنود) حربا شاملة على المنطقة وظهرت مثل هذه المخاطر، فإن الحرب النووية يمكن أن تندلع في أي لحظة».
وشدد على أن حكومة نيودلهي ستتحمل كافة النتائج إذا ما قامت بدفع باكستان نحو حرب نووية.
وأعلنت القوات الباكستانية حالة التأهب القصوى في حين تم إغلاق المجال الجوي للبلاد لمدة 48 ساعة تحسبا لأي تطور.
وكانت القوات المسلحة الهندية قد أعلنت تنفيذ ضربة عسكرية استهدفت 9 مواقع في إقليم جامو وكشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان، فيما أكد متحدث عسكري باكستاني أن إسلام آباد سترد على هجمات الهند.
وتعليقا على الهجمات، أوضحت الحكومة الهندية أن الجيش شن «العملية سيندور» مستهدفا 9 مواقع في جامو وكشمير، مضيفة أن الجيش لم يستهدف أي منشآت عسكرية باكستانية.
وقالت الحكومة الهندية في بيانها إن «تحركاتنا كانت مركزة ومحسوبة ولا تنطوي على تصعيد».
وقالت وسائل إعلام هندية إن 12 شخصاً قُتلوا في هجمات عبر الحدود شنتها باكستان في إقليم جامو وكشمير الخاضع للإدارة الهندية.
وبحسب ما ذكره إعلام هندي، الأربعاء، فإن الجيش الباكستاني نفذ قصفا مدفعيا على طول «خط السيطرة» الفعلي ردا على «عملية سيندور» الهندية.
وأوضح أن 12 شخصاً قتلوا وأصيب 57 آخرين في إقليم جامو وكشمير جراء تلك الهجمات.
وفي المقابل، قال مسؤولون أمنيون باكستانيون إن الهند أطلقت صواريخ عبر الحدود في ثلاثة مواقع، وأكد متحدث عسكري باكستاني أن إسلام آباد سترد على هجمات الهند.
و أكد شهباز شريف رئيس الوزراء الباكستاني على حق بلاده في الرد على أي عمل عسكري يصدر من الجانب الهندي.
جاء ذلك في أول رد فعل رسمي من إسلام آباد على القصف الهندي الذي استهدف تسعة مواقع في جامو وكشمير أسفر عن مقتل 3 أشخاص في حصيلة أولية وإصابة العشرات.
وعلى الصعيد الميداني أعلنت القوات المسلحة الباكستانية قصف مقر قيادة عسكري تابع للقوات الهندية في منطقة /دودنيال/ الحدودية.. فيما ذكرت وسائل إعلام باكستانية أنه تم إسقاط مقاتلتين هنديتين في أعقاب الهجوم الجوي الذي استهدف الاراضي الباكستانية.
وقال أحمد شريف شودري المتحدث باسم الجيش الباكستاني: «إن الطائرات الهندية أطلقت صواريخ على الأراضي الباكستانية، وبعد فترة وجيزة، شنت باكستان ضربات انتقامية».. مضيفا: «القوات المسلحة الباكستانية قدمت ردا مناسبا على العدوان الهندي».
من جهة أخرى دعا أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، كلا من الهند وباكستان إلى «التحلي بأقصى درجات ضبط النفس العسكري».
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الأمين العام «يشعر بالقلق البالغ إزاء العمليات العسكرية الهندية عبر خط السيطرة والحدود الدولية».
وردا على أسئلة الصحفيين، شدد المتحدث الأممي على أن العالم لا يستطيع تحمل مواجهة عسكرية بين البلدين.
وشدد أمين عام الأمم المتحدة على أن الحل العسكري ليس حلا. وعرض على الحكومتين الهندية والباكستانية بذل مساعيه لتخفيف التصعيد، وتجديد الالتزام بالسلام.
ودعا الاتحاد الأوروبي، أمس، الهند وباكستان إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف التصعيد بين الجارتين.
وقال أنور العنوني المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، في تصريحات صحفية، نحث كلا الجانبين على ضبط النفس، واتخاذ إجراءات فورية نحو خفض التصعيد.
ودعا الاتحاد الأوروبي، الهند وباكستان إلى ضرورة التوصل لحل سلمي دائم ومتفق عليه للنزاع عن طريق التفاوض.
واكد أنطونيو تاياني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي، أن بلاده ستبذل كل الجهود من أجل عدم تفاقم الوضع بين الهند وباكستان.
وقال تاياني في تصريحات له بثتها وكالة (آكي) للأنباء:«سوف نبذل كل جهد ممكن لحث الهند وباكستان على إيجاد حلول لا تؤدي إلى تفاقم الوضع بين نيودلهي وإسلام آباد»، معربا في الوقت نفسه عن أمله بأن «تشكل عمليات القصف المتبادل بين الهند وباكستان حالات عابرة».
ودعت سلطنة عمان كلا من الهند وباكستان إلى احتواء هذا التصعيد الخطير، بين الدولتين الجارتين.
وأكدت سلطنة عمان، في بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس، أنها تتابع بقلق بالغ التصعيد العسكري الراهن بين الهند وباكستان.
ودعت إلى فتح المجال للجهود الدبلوماسية لإيجاد التفاهم بين البلدين، وتغليب الحلول السياسية، حفاظا على الأمن والاستقرار، وتحقيقا للسلام، والتعايش السلمي، والوئام.