شكّل سقوط الصاروخ اليمني في منطقة مطار بن غوريون الواقع في تل أبيب، حدثا كبيرا له تطوراته وتداعياته وتبعاته. بل يُعَدّ الحدث الأبرز فيما يسميه أنصار الله إسناد غزة والتضامن معها، الذي جاء بعد غارات كثيفة وشديدة شنتها الطائرات الأميركية والبريطانية، وبعد تهديدات ترامب في مارس/آذار الماضي، ومن خلال منشور كتبه على منصة تروث سوشيال قال فيه: «إذا لم تتوقف الهجمات، سينهمر عليكم الجحيم، كما لم تروا من قبل».
على مستوى الدولة العبرية وبالتحديد قيادة نتانياهو والتي أرادت من خلال تصريحاتها العلنية والمستفزة- فيما يتعلق بتدخلها الفظ في الشأن السوري، وانتهاكاتها للقانون الدولي، وسعيها المعلن لتقسيم سوريا، وفي إخلالها بما تم الاتفاق حوله في لبنان، كما في تصرفاتها وسلوكياتها المتفلتة من كل عقال في غزة والضفة- أن تؤسس لمعادلة جديدة تفرض فيها نفسها كقوة إقليمية مهيمنة ومتجبرة، تعتبر الضربة اليمنية صفعة بالغة الوجع وموغلة في المهانة.
ومع تأثر حركة الملاحة الجوية في إسرائيل بشكل بالغ، والتبعات الاقتصادية المتصاعدة، وفشل منظومات الدفاع الصاروخي المتقدمة جدا في صد الهجوم وردّه، فإن ما حدث سيصب النار على الخلافات الإسرائيلية الداخلية المتقدة والمحتدمة، ويضيق الخناق على نتانياهو، خصوصا أنه يأتي مع استعادة المقاومة في غزة نشاطها العسكري، ونجاحها في استرداد زمام المبادرة على الأرض، وإيقاع خسائر مادية وبشرية بقوات الاحتلال. سترتفع الأصوات- بتقديري- في إسرائيل المطالبة بإبرام صفقة في غزة، ليس لإنقاذ الرهائن فقط، بل لإنقاذ المؤسسة العسكرية من التعثرات واقتصاد البلاد من الانهيار.
كما أن ضرب مطار بن غوريون شكل دفعة معنوية عالية للمقاومة ولأهل غزة، خصوصا مع تصاعد التصريحات الدولية المنددة بالانتهاكات الإسرائيلية، ومنها انتقاد نائب رئيس الوزراء الأيرلندي، وزير الخارجية والدفاع سيمون هاريس، منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة، واصفا استمرار هذا الوضع بأنه «انعدام للضمير»، وقال في بيان أصدره على مرور شهرين على توقف دخول المساعدات إلى غزة بفعل الحصار الإسرائيلي: «الأطفال يعانون من الجوع، حتى أبسط أنواع المسكنات نفدت من المستشفيات، برنامج الغذاء العالمي أعلن نفاد مخزونه من المواد الغذائية وهناك مساعدات منقذة للحياة تُعدّ عاجلة، لكن الشاحنات لا تستطيع دخول غزة». كما أدانت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيز الحصار الإسرائيلي وخاطبت أهل غزة بقولها: «إن جوعكم عار علينا».الجزيرة نت