في مشهد يملؤه الفخر والامتنان، عبر خريجو مؤسسة قطر عن سعادتهم بالتخرج من رحاب مؤسسة قطر بعد سنوات من الجهد والعلم، مستحضرين أثر المؤسسة في تشكيل شخصياتهم وتمكينهم أكاديميًا ومهنيًا. وعبّر الخريجون خلال تصريحات صحفية عن امتنانهم للبيئة التعليمية المتميزة التي وفرتها المؤسسة، وأكدوا تطلعهم للمساهمة الفاعلة في خدمة الوطن، حاملين معهم قيم الريادة والمعرفة والابتكار.
في البداية يقول خالد اليافعي- طبيب في مستشفى سدرة وخريج برنامج ماجستير إدارة الأعمال من جامعة الدراسات العليا HEC Paris في الدوحة: اخترت الحصول على درجتي العلمية من جامعة الدراسات العليا HEC Paris في الدوحة بفضل سمعتها الدولية القوية وتنوع هيئتها الطلابية، كنتُ أفكر في الالتحاق بها لبضع سنوات قبل التسجيل، لكنني وأخيرًا قررتُ خوض غمار هذه التجربة.
وتابع: على الرغم من التحاقي ببرامج مختلفة في مجال القيادة في السابق، إلا أنني شعرتُ أن جامعة الدراسات العليا HEC Paris في الدوحة ستُضيف المزيد إلى رصيدي الأكاديمي، كان هدفي يكمن في توسيع خبراتي في مجالات الإدارة المالية والاقتصاد والقيادة.
وأضاف: كان الدرس الأساسي الذي تعلّمته هو المصداقية والأمانة في قيادة الفريق، أحيانًا تكون هناك الكثير من السياسات والأمور الخارجة عن سيطرتنا، لكن من الناحية الأخلاقية، علينا أن نقوم بما يصبّ في مصلحة المؤسسة أو المجتمع قبل أن نفكّر في أنفسنا، تعلّمت كيفية مواجهة هذه التحديات مع البقاء متمسّكًا بالقيم والمبادئ.
ونوه إلى أن مؤسسة قطر أكثر من مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي مكان يكتشف فيه قادة المستقبل غايتهم، ويتحدّون الوضع الراهن، ويرسمون ملامح المستقبل.
منظومة متميزة
وتقول سلوى المُلا- خريجة برنامج الدكتوراه في التمويل الإسلامي والاقتصاد من جامعة حمد بن خليفة: شعرت بتأثير البرنامج على شخصيتي منذ أن وطأت قدماي جامعة حمد بن خليفة، على الرغم من ازدحام يومي بمتطلبات العمل بدوام كامل، كما منحني التواجد في الجامعة صفاءً ذهنيًا بمجرد وصولي إليها، إذْ شجعتني المنظومة التعليمية على التفكير خارج الصندوق، والتحليل النقدي، وقراءة ما بين السطور.
وتابعت: كطالبة قضيت خمس سنوات في برنامج الدكتوراه، اكتسبتُ العديد من المهارات، بحيث أصبحت أرى الأمور بمنظورٍ مختلف، وأقرأ القضايا بصوتٍ آخر، لم يكن العمل والدراسة في ذات الوقت أمرًا هيّنًا.
وأضافت: أتطلع إلى المستقبل آملةً أن أبدأ العمل في المجال الأكاديمي مع الاحتفاظ بوظيفتي الحالية، فأنا أكتب أيضًا في إحدى الصحف، وقد كان لمسيرتي الأكاديمية تأثير ملحوظ على أسلوب كتابتي ومحتواي، لا سيما في مجالي الاقتصاد والاستدامة، فما نتعلمه داخل الفصول يؤثر حتمًا على كيفية رؤيتنا للأمور وطريقة تفكيرنا وتفاعلنا مع العالم.
التخرج هو بداية لمشواري، عهد قطعته على نفسي لتسخير معرفتي وشغفي لصالح وطني والعالم والإنسانية.
تعدد الثقافات
وتؤكد لولوة الكعبي- خريجة برنامج الهندسة الكهربائية والحاسوب من جامعة تكساس- أن تنوع المجتمع الطلابي في جامعة تكساس إي أند أم في قطر من أبرز السمات التي تميزها، وأنا كنت جزءًا من هذا المجتمع متعدد الثقافات، الأمر الذي أتاح لي فرصة رائعة للاستماع والاستفادة من تجارب أشخاص قدموا من مختلف أنحاء العالم.
وأوضحت أنه من أكثر التجارب الجامعية التي تركت أثرًا في نفسي هي السفر إلى مدينة كوليج ستيشن في ولاية تكساس لعرض مشروع التخرج. لقد منحتني رؤية الحرم الجامعي الرئيسي تجربةً مختلفةً كليًا، وتركت لدي انطباعًا لا يُنسى.
وأضافت: خطوتي التالية بعد التخرج هي الحصول على درجة الماجستير، ومن ثمّ الدكتوراه.
شكّل انضمامي إلى مؤسسة قطر نقطة تحوّلٍ في حياتي، نقطة تخلّلها النمو والتحدي والعلاقات التي تستمر مدى الحياة.
وبدورها تقول سماح سليمان- خريجة جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر من برنامج تصميم الأزياء: ستبقى تجاربي التي اكتسبتها في إحدى جامعات المدينة التعليمية راسخة في ذاكرتي. لقد لعبت دراستي في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر دورًا لا يُستهان به في تشكيل مهاراتي القيادية؛ فقد تعلّمت من خلال مساري الجامعي كيفية التحدث والتعبير عن وجهة نظري بطلاقة، وأن أصبح أفضل نسخة من نفسي، وأن أتبنى الإبداع في كل ما أقوم به، فأنا أرى أن القيادة لا تدور حول اتخاذ قرارات صائبة فحسب، بل تشمل أيضًا التفكير بطريقة مختلفة ومبتكرة. وأضافت: عندما علمت بوجود برنامج تصميم الأزياء، أدركت أن هذا تمامًا ما كنت أبحث عنه، وأنني بلا شك سألتحق بهذه الجامعة، الفصل القادم من مسيرتي بعد التخرج سيتمثل في استثمار ما تعلمته من خبرات، وبالتالي الاستفادة منها لتأسيس مشروعي الخاص في مجال الأزياء.
منحتني مؤسسة قطر مساحة كافية للإبداع وتحويل شغفي بالتصميم إلى رؤية وعملٍ هادف.
رحلة أكاديمية
وتؤكد الدانة الديسي- خريجة جامعة كارنيجي ميلون في قطر: اخترت الانضمام إلى الجامعة لأنني سمعتُ الكثير عنها وعن الدعم الذي يُقدّمه مجتمع مؤسسة قطر، وقد أثبتت تجربتي في الجامعة صحة كل ما قيل.
لطالما شعرتُ بالدعم والانتماء في مؤسسة قطر. ساعدنا حجم الفصول الدراسية على بناء علاقاتٍ قوية مع زملائنا وأعضاء هيئة التدريس. وأكثر ما لفت انتباهي هو وفرة الفرص - وعلى وجه الخصوص، فرص المشاركة في أبحاثٍ هادفة بطرق لم أكن لأتمكن من القيام بها في أماكن أخرى، كباحثة في العلوم البيولوجية، تجاوزت رحلتي الأكاديمية حدود المختبر؛ بفضل الفرص التي أتيحت لي في مؤسسة قطر، لم أكتسب خبرة في مجالي فحسب، بل اكتشفت أيضًا المزيد حول العديد من العلوم.
النمو الأكاديمي
ويقول غانم راشد الكبيسي- خريج برنامج السياسة الدولية من جامعة جورجتاون: اخترتُ جامعة جورجتاون في قطر لأنني شعرتُ بأنها بوتقةٌ للثقافات، هذا التنوع يخلق بيئة تعليمية ديناميكية، بيئة أدركتُ فيها أنني أستطيع النمو أكاديميًا وشخصيًا.
وتابع: لعبت جامعة جورجتاون في قطر دورًا محوريًا في تعزيز نقاط قوتي، حيث كانت بمثابة منصة لممارسة هذه المهارات وتوظيفها من خلال العديد من الفرص. شجعت البيئة الداعمة التي تتميّز بها جامعة جورجتاون على التعبير بحرية، الأمر الذي عزز ثقتي بنفسي وساهم في نموّي الشخصي والمعرفي.
سألتحق ببرنامج الماجستير في التفاوض وإدارة النزاعات، والذي أتوقع إتمامه خلال عام أو عامين. أما بالنسبة لما بعد ذلك، ما زلتُ أدرس الخيارات المتاحة، ربما أتجه نحو المجال الأكاديمي أو الدبلوماسي، أو حتى أجمع بينهما.
وتقول الطالبة نوال فيصل- خريجة ماجستير من برنامج السياسات الاجتماعية من جامعة حمد بن خليفة: أعتز بكوني خريجة مؤسسة قطر، هذا الكيان الأكاديمي العالمي، مشيرة إلى أنها تعلمت على مدار العامين من مدة دراستها في الدراسات العليا العديد من العلوم والمهارات الاكاديمية والبحثية.
وأوضحت أن الجامعة وفرت لها فرصا عديدة في العمل على مشاريع بحثية تركز على شؤون الأسرة تستطيع من خلالها خدمة المجتمع، مؤكدة أنها سعيدة بترؤسها نادي الهوية القطرية في جامعة حمد بن خليفة على مدار العامين، وتركنا بصمة كبيرة من خلال فوز النادي بجائزة التواصل الطلابي.
مرحلة جديدة
وقال ساي سراج لينجامبلي- خريج جامعة بن خليفة- إنه سعيد للغاية بالوصول لهذه المرحلة الهامة في حياته التعليمية بالحصول على البكالوريوس في تخصص الهندسة الحاسوبية، متأهبًا للانتقال إلى مرحلة جديدة من حياته الأكاديمية، بعد أن تلقى عرض قبول من إحدى أفضل خمس جامعات في العالم لمتابعة دراسة الماجستير في الحوسبة المتقدمة.
وأضاف أن البيئة التعليمية في مؤسسة قطر مذهلة، وتمنح الطلاب فرصة للتطور الشامل، على الصعيدين الأكاديمي والشخصي، حيث إن مؤسسة قطر صممت تجربة تعليمية متكاملة تنمّي قدرات الطلاب، وتُخرج أفضل ما فيهم، موضحا أن تجربته خلال السنوات الأربع الماضية لن تنسي. وأوضح عبد الحنان- خريج جامعة جورجتاون في قطر – أنه درس السياسة الدولية والاقتصاد في الجامعة، وأن الدراسة في المدينة التعليمية لها الكثير من الميزات، وأنها تضم الكثير من الطلاب من شتى الدول حول العالم، ممن يدرسون في مختلف التخصصات، والتي تجتمع كلها في الحرم الجامعي، ما يسمح للطلاب من مختلف التخصصات بالاستفادة من بعضهم بعضاً، فضلا عن الفرص التي يجدها الطالب لدراسة عدة تخصصات تفيده في حياته العملية.
وأشار إلى أنه على الرغم من تخصصه في السياسة الدولية والاقتصاد، إلا أنه حرص على الاستفادة من مجالات المعرفة الأخرى التي تتوفر في المدينة التعليمية.
ونصح الطلاب الراغبين في الحصول على فرصة تعليمية متميزة بالانضمام لجامعات المدينة التعليمية، منوهاً إلى أن قدومه من باكستان ومن ثقافة إسلامية، كان له أثر واضح في تيسير تجربته التعليمية في قطر، فضلا عن ما توفره الدولة من بيئة نظيفة وآمنة، الأمر الذي ترك شعوراً لديه بعدم البعد عن وطنه.