نظمت إدارة «التربية الخاصة والتعليم الدامج» بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي محاضرة علمية بعنوان «صعوبات التعلم بين الأسرة والمدرسة - تحديات وحلول»، حضرها أكثر من 350 من أولياء الأمور والمعلمين عبر منصة مايكروسوفت تيمز، وذلك ضمن سلسلة من الورش التوعوية الهادفة لتعزيز الوعي بصعوبات التعلم، وشرح أنواعها وأسبابها، وكيفية التعامل معها؛ في ظل التقدم العلمي المتسارع، والاهتمام العالمي بالتعليم الشامل.
قدّم المحاضرة الدكتور أسامة محمود فؤاد منسق التربية الخاصة بمدرسة الهداية لذوي الاحتياجات الخاصة، أكد خلالها أن صعوبات التعلم هي اضطراب يُظهر صعوبة في تعلم القراءة على الرغم من التعليم التقليدي، والذكاء الكافي، والفرص الاجتماعية والثقافية، مستعرضًا أنواعها كصعوبات التعلم النمائية التي ترتبط بعمليات الانتباه والتركيز، والذاكرة والإدراك، وصعوبات التعلم الأكاديمية التي تؤثر على الأداء الدراسي للطالب؛ مثل عُسر القراءة، وعُسر الكتابة، وعُسر الحساب.
وحول أسبابها أوضح الدكتور فؤاد أن صعوبات التعلم تعود إلى مجموعة من العوامل البيولوجية، والبيئية، والاجتماعية، والنفسية، والمعرفية؛ مستعرضاً خصائص صعوبات التعلم الأكاديمية، والسلوكية، والاجتماعية.
كما تحدث عن كيفية تشخيص صعوبات التعلم، والخدمات المقدمة للطلبة ذوي صعوبات التعلم في المدارس الحكومية بدولة قطر؛ والمتمثلة في دمجهم في الصفوف الدراسية العادية؛ مع تقديم دعم تربوي متخصص يتماشى مع احتياجاتهم الفردية، ومتابعة دورية من قبل أخصائي التربية الخاصة؛ مُركِّزًا في هذا السياق على خدمات التقييم والتشخيص المبكر، والدعم التعليمي والتدريبي، والدعم السلوكي والنفسي؛ إلى جانب الدعم الأسري، والتدريب والتطوير المهني للكوادر التعليمية.
وفي ختام المحاضرة قدّم الدكتور فؤاد مجموعة من المقترحات القيّمة الهادفة إلى دعم الطلبة ذوي صعوبات التعلم، شملت تطوير برامج تدريبية متخصصة، وتدريب الكادر التعليمي، وتعزيز البحث العلمي، وتوسيع نطاق الخدمات، وتفعيل دور الأسرة من خلال منصات تواصل مستمرة مع المدارس لمتابعة تقدم الأبناء، وتبادل أفضل الممارسات، بالإضافة إلى تقديم الدعم والمعلومات للأسر حول أساليب التعامل مع الصعوبات، وتوفير البيئة الداعمة لهؤلاء الطلبة؛ إلى جانب الخدمات الاستشارية، ونشر الوعي، وبناء شراكات فعالة مع أصحاب المصلحة لتوحيد الجهود، وتنسيق البرامج المقدمة.