بكل فخر وزهو واعتزاز نهنئ أنفسنا، نحن الذين ننتمي إلى الوسط الصحفي والإعلامي القطري على تصدر دولة قطر جميع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤشر حرية الصحافة لهذا العام بحسب تقرير «منظمة مراسلون بلا حدود» ومقرها باريس لعام 2025 الذي صدر بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق لتاريخ الثالث من شهر مايو كل عام.
كم هو جميل ومهم لنا نحن الصحفيين القطريين أن يذكر التقرير العبارة التالية: «باستثناء دولة قطر يتراوح الوضع في جميع دول المنطقة بين الصعب والخطير للغاية»، إذ تثبت هذه الشهادة أننا على قدر المسؤولية، وعند حسن ظن وثقة قيادتنا الرشيدة التي آمنت بأهمية حرية الصحافة ودورها الإيجابي للمشاركة في مسيرة التنمية المستدامة التي انطلقت بوتيرة سريعة.
لا شك أن هذا الإنجاز يأتي ضمن سلسلة الإنجازات الكثيرة التي تفوقت فيها قطر بين دول المنطقة، ضمن مجالات حيوية كثيرة، كالاقتصاد والتعليم والصحة والرياضة، إذ كان لابد لهذا التفرد من صحافة مسؤولة وحرة وصادقة ونزيهة تواكب حجمه وتبرزه، وتلقي الضوء عليه بأمانة وشفافية، فالصحافة ظاهرة اجتماعية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتطورات الجارية في البلاد، فقد كان من الطبيعي أن تكبر، وتتطور شكلا ومضمونا.
فالصحافة المتميزة في عالم اليوم وهذا العصر الرقمي هي تلك التي تقدم محتوى يلبي الاحتياجات المعرفية للقراء، في وقت أصيبت فيه أجواء المعلومات بضبابية وعدم وضوح الرؤية نتيجة انتشار منصات رقمية كثيرة لا تراعي معايير المهنة.
صحافتنا تستحق هذه الشهادة، فهي صاحبة تاريخ مشرف، بدأت ناضجة تمارس دورها التنويري والتثقيفي والوطني على أكمل وجه، وقد اكتسب زخما بتأسيس وكالة الأنباء القطرية عام 1973 وصدور قانون المطبوعات والنشر عام 1979، ولطالما وصَّلت رسالة إعلامية موضوعية وخدمت القضايا المحلية والعربية والإسلامية، ووقفت تدافع بجسارة عن حقوق الإنسان في كل مكان، وعن قضايا العرب العادلة.
مما يعزز من أهمية هذه الشهادة الصادرة عن منظمة مراسلون بلا حدود لصالح الصحافة والإعلام في قطر أن مؤشر المنظمة يستند في تصنيفه إلى عدة عوامل أساسية هي السياق السياسي لكل دولة، والإطار القانوني لعمل الصحفيين، والسياق الاقتصادي، والسياق الاجتماعي والثقافي، والأمان المتاح للصحفيين في عملهم، وتشهد المحافل الدولية أن دولة قطر تولي اهتماما بالغا بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، وضمان هذا الحق عبر النصوص التشريعية واللوائح المنظمة لعمل الإعلام في الدولة.
في الختام نرجع الفضل لأهله، لدولتنا الغالية بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه-، فبتوجيهات سموه توفرت لصحافتنا مساحة كبيرة من الحرية والدعم الذي مكنها من إحراز هذا المركز، وستظل بإذن الله منارة تضيء لتنير طريق الحق والعدل وسنظل نحن العاملين بها عند حسن ظن قيادتنا وقرائنا.