+ A
A -
بهاء رحال كاتب فلسطيني

ماتوا جوعا.. هذا هو حال الناس في غزة. حالٌ صعب، وحياةٌ مستحيلة وسط انعدام كل شيء، وتحت القصف المُتواصل على خيام النزوح ومراكز الإيواء.

الموت جوعا سببه نقص الغذاء والدواء، واستمرار الحصار الوحشي، ومنع دخول المواد الغذائية والدوائية، وشحّ الطعام وحليب الأطفال، وتفشي الأمراض، وكل ذلك يحدث على مرأى العالم، وسط صمت دولي غير مسبوق، تغيب الإرادة الجادة لوقف الإبادة، ومعاقبة الجناة الذين يواصلون ارتكاب المجازر، ويفرضون الحصار بكل أدوات العنصرية والإرهاب، ولا يستجيبون للدعوات التي تطالبهم بضرورة إدخال المساعدات على وجه السرعة.

سياسة عنصرية يتبعها الاحتلال، وإجراءات محرمة دوليا، ففي كل الحروب هناك مساحة آمنة للمدنيين، يكون لزاما على المؤسسات الدولية تأمينها، وفق القانون الدولي والمواثيق الدولية، إلا أن الاحتلال في هذه الإبادة تجاوز كل المحرمات الدولية والأممية، فقصف مؤسسات الصليب الأحمر ومكاتب الأونروا، وسيارات الإسعاف، كما قصف المستشفيات ومراكز الهلال الأحمر.

الطفلة «جنان» ماتت بالأمس القريب جوعا، لتبلغ معها حصيلة الأطفال الذين ماتوا جوعا حوالي خمسين طفلا.

هل هناك شيء أبشع من الموت جوعا؟!!

ما يحدث في غزة ليس فقط أزمة إنسانية، إنه وصمة عار على جبين العالم الذي يقف متفرجًا، وبطون أطفال غزة خاوية. إنه فصل آخر من فصول الإبادة التي تُرتكب على مرأى ومسمع الجميع.

تجويع الناس هو جزء من سياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تمارسها حكومة الاحتلال بحق سكان غزة، وهي سياسة تهدف إلى دفع الناس لمواصلة الهجرة، فلا تترك هذه الحكومة العنصرية أي فرصة للنجاة أمامهم، إذ تضعهم أمام ثلاثة خيارات: إما الموت قصفا، أو الموت جوعا، أو الرحيل. فإلى متى سيبقى العالم متفرجا على ما يحدث؟ ومتى سوف يتدخل لينقذ الناس الذين أرهقهم الموت والنزوح والجوع والقصف.القدس الفلسطينية

copy short url   نسخ
06/05/2025
130