في تسعينيات القرن العشرين، كان بنيامين نتانياهو نجمًا صاعدًا في المشهد اليميني في إسرائيل، وبعد أن صنع اسمه كسفير لإسرائيل لدى الأمم المتحدة (1984 - 1988)، أصبح مشهورا على نطاق واسع من خلال قيادة المعارضة لاتفاقيات أوسلو، وبعد اغتيال رئيس الوزراء، إسحاق رابين، في نوفمبر «1995» على يد متعصب إسرائيلي يميني متطرف، تمكن نتانياهو من هزيمة شمعون بيريز، المهندس الرئيسي لاتفاقية أوسلو للسلام، بهامش ضئيل للغاية في السباق على منصب رئيس الوزراء في العام «1996»، وبمجرد توليه المنصب، وعد بإبطاء عملية السلام و«إصلاح المجتمع الإسرائيلي» من خلال «استبدال النخب»، التي اعتبرها ناعمة وميالة إلى تقليد الليبراليين الغربيين، بمجموعة من المحافظين الدينيين والاجتماعيين، ولتحقيق ذلك مرر في العام «2018»، قانونا رئيسيا مثيرا للجدل يعرِّف إسرائيل بأنها «الدولة القومية للشعب اليهودي»، وأعلن أن لليهود الحق «الفريد» في «ممارسة حق تقرير المصير» على أراضيها، وأعطى الأغلبية اليهودية في البلاد الأسبقية، وأخضع الشعب غير اليهودي فيها.
بعد حوالي ثلاثين عاما، ما زال نتانياهو يعتقد أن في مقدوره تدمير القضية الفلسطينية وإحداث تغيير جذري في المجتمع الإسرائيلي يساعده في تحقيق أطروحاته المتطرفة، لكن كل ما فعله انتهى إلى فشل ذريع، حيث التعاطف مع الفلسطينيين عالميا في ذروته، والأصوات المعارضة له تتصاعد في المجتمع الإسرائيلي الذي بات يعتقد في جزء كبير منه أن نتانياهو لن يغادر السلطة حتى يدمر إسرائيل.
هناك حل بسيط للغاية يمكن أن يحقق السلام والاستقرار والأمن للجميع: الدولة الفلسطينية، وبغير ذلك فإن كل ما سنراه انفجار يتلوه انفجار.