لعبت دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية دورا مهما للغاية من أجل التوصل إلى اتفاق في غزة، بما يحقق في النهاية وقفا دائما لإطلاق، وتبادل المحتجزين والأسرى، وإدخال المساعدات الملحة للفلسطينيين المحاصرين.
وعلى الرغم من العقبات التي واجهتها الوساطة، وتراجع الجانب الإسرائيلي في كل مرة يتم فيها التوافق على خطة جديدة، إلا أن قطر لم تدخر أي جهد على الإطلاق في سبيل إرساء هدنة في غزة، خاصة بعد أن رفضت إسرائيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، واستأنفت الهجمات على القطاع في 18 مارس الماضي، وما أدى إليه ذلك من مجازر، كان آخرها قتل الجيش الإسرائيلي «30» فلسطينيا بالأمس فقط، وإصابة عشرات آخرين، في سلسلة غارات وحشية.
وسط هذه الأجواء.. جاءت محادثات معالي الشيخ محمد بن عبــــدالرحــــمن بن جـــاســم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أمس، وهي تصب في إطار جهود قطر التي لم تتوقف يوما في سبيل إيجاد مخرج مقبول، يضع حدا لما يكابده الشعب الفلسطيني، حيث الأمل معقود على هذه الجهود الخيرة من أجل التوصل إلى حل ينهي المأساة المروعة التي تتوالى فصولا في القطاع المحاصر.
إن نجاح أي وساطة يرتبط ارتباطا وثيقا بتجاوب الأطراف المعنية، ومن المؤسف أن الجانب الإسرائيلي لم يبد أي اهتمام بالحل السلمي، لكن ذلك لم يدفع إلى اليأس، وما قاله معالي رئيس الوزراء يؤكد أن جهود قطر والوسطاء ماضية إلى حين إبرام اتفاق من شأنه وحده وضع حد لهذه المأساة.