غزة- قنا- الأناضول- واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الوحشي على قطاع غزة، ما تسبب في استشهاد وجرح عدد كبير من الفلسطينيين، على وقع توغلات وعمليات نسف واسعة في رفح.
وقالت مصادر محلية، إن عددا من الشهداء والجرحى سقطوا في خانيونس، في أعقاب قصف منزل لعائلة قديح في بلدة خزاعة شرق المدينة.
يأتي ذلك بالتزامن مع عمليات قصف جوي ومدفعي عنيف نفذتها طائرات الاحتلال ومدفعيته لأجزاء واسعة من القطاع، خصوصا مناطق شرق غزة، وجنوبها، ومناطق واسعة من رفح وخانيونس.
في سياق متصل، تواصل قوات الاحتلال توغلها العميق في محافظة رفح، وتقوم بعمليات نسف ممنهجة وواسعة للمباني السكنية والمنشآت الخاصة والعامة.
واستشهد 13 فلسطينيا بينهم 5 من عائلة واحدة، منذ فجر أمس، في سلسلة غارات إسرائيلية على قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية ترتكبها تل أبيب منذ 18 شهرا.
وذكرت مصادر طبية أن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة بقتله 5 فلسطينيين من عائلة «قديح» بغارة استهدفت منزلهم في بلدة خزاعة شرق خان يونس.
وفي نفس البلدة وخلال ساعات الصباح، قتل فلسطيني سادس وأصيب آخرون بعد استهداف مسيرة إسرائيلية تجمعا لمواطنين مدنيين.
وفي غرب خان يونس، قتل فلسطيني وأصيب عدد آخر في قصف جوي إسرائيلي على منطقة المواصي.
فيما أصيب فلسطينيان آخران بقصف منزل في حي العمور شرق بلدة الفخاري شرق خان يونس.
وفي شمال قطاع غزة، قتل 6 فلسطينيين في قصف إسرائيلي منزلا في حي التفاح شرق مدينة غزة.
وأفاد مراسل الأناضول، بتمكن الدفاع المدني من انتشال جثامين القتلى بعد ساعات من استهدافهم بسبب عدم توفر معدات تمكنهم من ذلك.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 50983 شهيدا، و116274 مصابا.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في بيان لها أمس، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 39 شهيدا، بالإضافة إلى 118 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأوضحت أن حصيلة الشهداء والإصابات بلغت، منذ تجدد العدوان الإسرائيلي على القطاع في 18 مارس الماضي، 1613 شهيدا و4233 مصابا، مشيرة إلى وجود عدد من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وقال محمد أبو سلمية مدير مجمع الشفاء الطبي إن «مستشفى الشفاء» المدمر بات الوجهة الأساسية لاستقبال جرحى الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة، بعد قصف إسرائيل مستشفى المعمداني.
و أفاد بأن «مستشفى الشفاء أصبح الأساسي الذي يستقبل الجرحى والمرضى بعد قصف إسرائيل مستشفى المعمداني فجر الأحد وتدمير أجزاء كبير منه وإخراجه عن الخدمة».
وأضاف أبو سلمية: «مستشفى الشفاء يعمل حالياً بعد إعادة ترميمه جزئياً، بقدرة لا تتجاوز 25 بالمائة، مما كان عليه الحال قبل دخول جيش الاحتلال للمستشفى وتدميره في شهر مارس/ آذار 2024».
وتابع: «يعمل إلى جانب مستشفى الشفاء، مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني جنوب غزة، ومستشفى الهلال الأحمر بساحة السرايا وسط المدينة، وهما محدودا الإمكانيات ولا يمكنهما تحمل أعداد كبيرة من الجرحى والمرضى».
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي إنذاراً بإخلاء مناطق خانيونس وأحياء قيزان النجار، قيزان أبو رشوان، السلام، المنارة، القرين، معن، البطن السمين، جورت اللوت، الفخاري وأحياء بني سهيلا الجنوبية. وطلب جيش الاحتلال من الأهالي المغادرة إلى مراكز الإيواء المعروفة في المواصي.
من جهته قال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر بيير كراهينبول إن الوضع في غزة حيث ترتكب إسرائيل إبادة جماعية «جحيم على الأرض».
وفي حديث للأناضول على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي عقد بين 11 - 13 أبريل الجاري جنوبي تركيا، أشار كراهينبول إلى أن الظروف الحالية في قطاع غزة «لا تطاق على الإطلاق».
ولفت إلى أن مسؤولين في المجال الإنساني فقدوا أرواحهم، وأن مكاتبهم كانت مستهدفة بصورة مباشرة بهجوم بالدبابات في 24 مارس/ آذار الماضي.
ودعا إلى بذل جهود أكبر لحماية العاملين في المجال الإنساني وجميع المدنيين في قطاع غزة.
وأضاف: «الآن لا أمل للناس. نسمع مدنيين في غزة يقولون إنهم يفضلون الموت مع أهاليهم لأنهم لا يرون أي مستقبل».
وأشار إلى أن الجميع يجب أن يشعروا بالقلق والخوف، معتبرا أن ما يحدث في قطاع غزة قد يكون نذير حرب مستقبلية.