غزة- الأناضول - كشفت شهادات ميدانية لممرض وشهود عيان عن لحظات الرعب التي سبقت قصف إسرائيل مستشفى المعمداني وسط مدينة غزة، والذي أسفر عن دمار كبير وسط ظروف إنسانية بالغة القسوة.
وقال أحد الممرضين بالمستشفى لمراسل الأناضول: «اتصل الجيش الإسرائيلي بإدارة المستشفى وأمهلهم دقائق محدودة قبل تنفيذ الضربة الجوية على المستشفى ما أدى إلى حالة من الهلع والفوضى بين الطواقم الطبية والمرضى».
وأضاف الممرض، الذي فضل عدم ذكر اسمه: «لم يكن هناك وقت كافٍ ليتم إخلاء الجرحى والمرضى وسادت حالة من الفوضى والرعب عاشها الجميع، كنا نسابق الزمن لإنقاذ الجرحى، دون وجود سيارات إسعاف كافية». وأردف: «اضطررنا لنقل المصابين إلى الأزقة والطرقات القريبة على الأرض أو على بعض الأسرة المحمولة، وهناك لفظت طفلة جريحة أنفاسها الأخيرة».
وأشار إلى أنه بعد 20 دقيقة من الإنذار قام الجيش الإسرائيلي بقصف المستشفى «بشكل مروع».
وفجر الأحد، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مبنى الاستقبال وهو واحد من أصل 3 مبانٍ في مستشفى المعمداني وسط غزة، ما أدى إلى تدمير المبنى وإلحاق أضرار بالغة، وخروجه عن الخدمة، وفق ما أفاد مراسل الأناضول.
فيما وصف شاهد عيان لحظة القصف قائلا: «كان الحدث هائلا. انفجاران متتاليان استهدفا المستشفى وتطايرت الحجارة في كل مكان»، في مشهد يعيد للأذهان مجزرة أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأضاف الشاهد لمراسل: «النيران اندلعت في أرجاء المستشفى وامتدت إلى الكنيسة الملاصقة، والمبنى المستهدف دُمّر بالكامل».
ويُقدّم المستشفى المعمداني خدماته الصحية لأكثر من مليون فلسطيني في محافظتي غزة وشمال غزة، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية بفعل الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتعمد استهداف المستشفيات والمراكز الصحية.
ويقع على الأطراف الشمالية لحي الزيتون جنوب مدينة غزة، وتُديره الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس ويُعد من أقدم مستشفيات المدينة حيث تأسس عام 1882.
وتحول المعمداني إلى أهم مستشفى في مناطق شمال غزة بعد الدمار الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بمجمع الشفاء الطبي والمستشفيين الإندونيسي وكمال عدوان خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 19 شهرا.