فلسطين لنا.. جاء من جاء، وذهب من ذهب، اقرأوا شعراءنا أدباءنا كتابنا ملهمينا.. سياسيينا، حتى من باعوا ضمائرهم وتابوا.. هي فلسطين بكل مكوناتها فمن أنجبت إبراهيم طوقان، صاحب:
هو بالباب واقف
والردى منه خائف
أهدأي يا عواصف
خجلا من ابتسامته
ومن أنجبت عبد الرحيم محمود صاحب:
سأحمل روحي على راحتي
وألقي بها في مهاوي الردى
ومحمود درويش وسميح القاسم، توفيق زياد، عز الدين المناصرة، تميم البرغوثي وغيرهم من الفرسان الذين زرعوا فلسطين في الأرض، وارتقوا بأفنانها إلى عنان السماء.. فلسطين كتبت بدم محمود درويش، الذي أعلن أنه كتب اسمه بالدم معبرا عن روح المقاومة وقوله:
«يحملُ الفدائيّ في قلْبِهِ
وصيَّةَ الأرضِ، لا يمْلِكُ الأرضَ
لكنَّهُ يمْلِكُ الأبدِيَّهْ»
«يحملُ في جُرْحِهِ أزَلاً
ويحملُ في كفِّهِ زَمناً
ولكنَّهُ لا يُحسُّ التعبْ»
«فلسطين ستبقى منتصبة القامة
مرفوعة الهامة..
في كفي قصفة زيتونٍ
وعلى كتفي نعشي
وأنا أمشي وأنا أمشي»
بهذه الروح نذهب لنقاتل من اغتصب أرضنا وسماءنا نذهب بكل شموخ وعزّة، نحمل في يدٍ السلام (غصن الزيتون) وفي الأخرى أرواحنا نعوشنا
ومهما طال الزمن سنحافظ على وميض بنادقنا كما خلدها القاسم:
«لا بندقيتي صدئت
ولا طلقاتها ضلت
ولا الأشعار ماتت في فمي يوماً
ولا استشهدت».
إن الكلمة والمقاومة صنوان لا يفترقان، وأن الفدائي لا يُهزم طالما ظل متمسكاً بإيمانه بعدالة قضيته. فلسطين التي أنجبت توفيق زياد الذي قبل الأرض تحت أقدام أهل الفداء لا يمكن أن تخذله الأرض:
«أناديكم.. أشدّ على أياديكم..
وأبوس الأرض تحت نعالكم.. وأقول: أفديكم».
هذا المقطع أهديه لرجال المقاومة في غزة الصامدين منذ سنة ونصف في وجه أعتى قوة في الكون مدعومة من خلف البحار.. وغزة هجرها الجار وتقاتل ولا تطلب شكراً ولا أجراً، فرجل الفداء الحقيقي لا يطلب الأجر، الفدائي الحقيقي لا ينتظر الشكر، الفدائي الحقيقي يعرف أن مكافأته الوحيدة هي أنه كان يقاتل من أجل وطنه. هنيئاً لغزة هذا الفلاح.. هنيئاً لغزة هذا الجهاد.
ابشري يا فلسطين العلو الثاني وقع ورجالك من تحت الأرض وفوق الأرض ينتظرون..