13 نيسان 1975 خمسون عاماً ولا تزال الكتابة السياسية الموضوعية عن هذه التجربة المريرة عملية بالغة الدقة والصعوبة، نتيجة التحلل السياسي الوطني والطائفي والمذهبي والحزبي والمناطقي والعائلي والمؤسساتي، و(التحلل) هو فقدان كل أسباب الوحدة والتماسك والروابط الوطنية لدى المكونات السياسية والمجتمعية، مما يعقد معرفة طبيعة العلاقات بين الاطراف وداخل كل طرف نتيجة انعدام الضوابط والمعايير الطبيعية.
13 نيسان 2025، ولبنان لا يزال في حالة من البدائية السياسية وانعدام كل أسباب الأمان والسكينة المجتمعية والوطنية نتيجة استغراق الجميع في متاهات التأويلات والتحليلات والغيبيات السياسية، والإعلام اللبناني كان اول ضحايا عسكرة المجتمع اللبناني، حيث أصبح الإعلام من أدوات النزاع والحروب الأهلية بعد أن كان الإعلام في لبنان رافعة وطنية حقيقية نحو التقدم والازدهار والتأثير في السياسات المحلية والعربية والدولية.
13 نيسان 2025، ولبنان لا يزال يعاني من تراكمات الآلام والمخاطر والتحديات والأخطاء والارتكابات، والمكونات السياسية الطائفية لا تزال منشغلة في تحريك مشاعر الكراهية والأحقاد والعبث بمعايير الخطأ والصواب، مما يجعل من الكتابة (مع) تشبه الكتابة (ضد)، لأن صناع الاوهام في لبنان غير معنيين بما يكتب أو ما يقال، فالجميع مستغرق في محاكاة الذات، وهو من يتحدث مع هو، وهو يعرف أكثر من هو، وهو من ينتقد هو، وهو من يحب هو، وهو من يكره هو، ومن 13 نيسان 75 إلى 13 نيسان 2025، ولا تزال صناعة السياسة في لبنان أوهاما بأوهام.اللواء اللبنانية