+ A
A -
واقعنا اليوم لا نستغرب فيه شيء! كل الغرائب والعجائب والنقائص فيه! يظهر كل يوم فيه الدجالون والمشعوذون والمدعون والوصوليون والدساسون والمغرضون والأفاكون والضحية للأسف البسطاء والطيبون والجمهور، كل شيء في واقعنا جائز وممكن ومبرر لأنه واقع منفلت ضائع مرتبك! تدرون لماذا؟ لأن الطاسة ضايعة!.
في كل مرحلة زمنية من مراحل الفن تبرز ظواهر لافتة مستنكرة! هناك من يدخل الوسط الفني مجال التمثيل وهو لا يفقه أبجدياته! وهناك من يقتحم مجال الشعر وهو لا يعرف عن العروض ولا القوافي! وهناك من يغني وصوته لوحده يسبب عاهة مستديمة! وهناك من يكتب ويغرد ويستعرض عضلاته للشهرة والبروز وبماله يشتري اللي بباله!! بعد تقليعة شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه المشتراة! طالعتنا تقليعة جديدة وهي الدفع لبعض المطربين والمطربات لضم قصائد البعض وأشعارهم إلى ألبوماتهم الغنائية! قصائد وسطور غنائية ربما لا تحمل قيمة ولا فكرة ولا مضمون ولا مخيلة شاعرية! عاهات تبوأت المواقع وسادت! وانتشرت في كل الميادين وراجت بلا معرفة ولا ثقافة ولا مهارة! تتكلف وتتصنع وتتنطع وتدعي وتزعم الموهبة، والموهبة يهبها الله لمن يشاء من عباده، كنت «مستهام» لمطربين ومطربات، فنانين وفنانات، ولكن عرفت أن المادة والفلوس أعمت أبصارهم وبصيرتهم فانكبوا على جمع المال من أفراد لا يمتلكون المواهب الحقيقية الكافية ليغنوا لهم (شخابيطهم) و(شطحاتهم) وهذيانهم وكلماتهم الركيكة مقابل (الشيك) والفلوس!! هامات فنية طربية حصدت المجد وحازت على ثقة الجمهور تنزلق هذا المنزلق من الإسفاف والانحراف النفسي رغم شهرتها وانتشارها وتغرق في عبادة الفلوس وتبيع تاريخها وشرفها الفني بتراب الفلوس، تهين نفسها وفنها، من أجل المال! عندما تتنامى ظاهرة دفع مبالغ مالية خيالية لمطربين ومطربات من أجل قبولهم قصائد متواضعة لأفراد وأشخاص وضمها في ألبوماتهم بهدف التكسب وجني المال ولو على حساب الجمهور فإنه واقع كارثي! القصيدة المدفوعة الأجر ماذا ستضيف للفنان أو المطرب؟! ولكن لا شك ستضيف الكثير لصاحب القصيدة خاصة إذا كان مبتدئا، إذاً ما الفائدة التي سيقدمها هذا العمل المدفوع بهذه الطريقة للمستمع والجمهور المتذوق؟! (بمالك تشتري اللي ببالك) شعار طلاب الشهرة والانتشار والمجد المزيف! تشتري به الامتيازات وتحوز به على الفرص الأكثر والأوفر! كذب على الذقون! لأغراض مصلحية! نفعية! عينات فقدت ميثاق الشرف المهني وغرقت في وحل المال الذي دمر الحال! وخنق الموال! هناك هامات فنية يجب أن تستتاب قبل أن تضر نفسها وفنها وجمهورها باختياراتها غير الموفقة! ثقافتنا في خطر! وفننا في خطر! بوجود مثل هذه العينات التي لا ترقب في الجمهور المتذوق إلاً ولا ذمة!!! وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
18/07/2016
799