+ A
A -
جريدة الوطن

تزامنًا مع زيارة نتانياهو الثانية إلى واشنطن، أطلقت حماس عشرة صواريخ على مدينتي عسقلان وأشدود، وهو أكبر وابل صاروخي منذ استئناف الإبادة، في دلالةٍ واضحة على أن حماس لم تُهزم، مفنّدةً بذلك رواية نتانياهو عن «الانتصار المطلق» الذي يسوق له.

وسياسيًا، من المرتقب أن يزور وفد من حماس القاهرة لمناقشة الاقتراح المصري الجديد، والذي ينص على وقف لإطلاق النار لمدة تتراوح بين 40 و70 يومًا، مقابل الإفراج عن ثمانية محتجزين صهاينة من بين ما يُقدّر بـ59 محتجزًا تحتفظ بهم الحركة، إلى جانب عدد غير محدد من الفلسطينيين الأسرى لدى الاحتلال.

وقد سبقت هذه الزيارة المرتقبة زيارة وفد من حركة فتح إلى القاهرة، في محاولة من الحركة لتولّي إدارة غزة بعد الحرب، وإقناع حماس بتسليم سلاحها وخروج قادتها من القطاع.

وفي مقابل هذه الخطة، تتبلور مبادرة بديلة تقضي بتشكيل إدارة مدنية من رجال الأعمال والتكنوقراط الفلسطينيين لتتولى إدارة القطاع بعد الحرب، ويبدو أن هذا السيناريو مقبول من الولايات المتحدة أيضًا؛ فرغم أن رئيسها لا يزال يتحدث عن تهجير سكان غزة وتحويلها إلى «ريفييرا» خاضعة للسيطرة الأميركية، إلا أنه للمرة الأولى يطرح علنًا فكرة نشر قوات دولية لحفظ السلام هناك، خلال زيارة نتانياهو له في إشارة إلى أنه يرفض احتلال الكيان لغزة حسب ما يروج الساسة هناك.

وفي إطار محاولاته للتسويق لفكرة الترحيل، صرّح نتانياهو من البيت الأبيض بأن دولًا وافقت على استقبال سكان غزة، لتسارع أرض الصومال المرشحة الأولى حسب التقديرات إلى نفي الأمر، مؤكدة أنها لن تستقبل أحدًا.

لذلك، قد يبدو السيناريو الأقرب لمستقبل غزة هو تشكيل إدارة مدنية من التكنوقراط الفلسطينيين لا صلة لها بحماس، مع وجود قوات دولية لحفظ السلام.

وسينتهي بذلك سيناريو الترحيل القسري لسكان القطاع، وإن فُتح الباب طوعيًا أمام من يرغب بالمغادرة، فيما ستبقى حماس واقعًا قائمًا يتم التعامل معه لاحقًا، وبهدوء.إسماعيل الشريف

كاتب أردنيالدستور الأردنية

copy short url   نسخ
11/04/2025
40