+ A
A -
هنيئا لك يا ابنة القدس..هذا العرس..هنيئا لك هذا الوداع الذي كشف همجية القاتل الصهيوني المحتل الذي وثقت بالصوت والصورة جرائمه منذ 1997 إلى يوم اغتيالك في الثاني عشر من مايو، وقبل ذكرى النكبة الرابعة والسبعين لفلسطين... وكشف حب شعبك لك ولوطنك همجية هذا الغاصب الذي رفض رفع جثمانك على أكف محبيك، ووداع جثمانك على أرض القدس الطاهرة.
جنازة مهيبة لو كان الشاعر المناضل ابن بير زيت وغزة كمال ناصر الذي تمنى جنازة مهيبة كجنازة غسان كنفاني عام 1972 لو كان موجودا لغير رأيه وقال اللهم ارزقني جنازة كجنازة شيرين أبو عاقلة.
فكطفل كبير «غار» كمال ناصر من جنازة غسان: حين شهد الجنازة قال يا سلام. هكذا يكون عرس الكاتب الشهيد.. وتساءل: ترى هل ستتاح لي هذه الجنازة يوماً؟ وفي العاشر من نيسان 1973. اهتزت الدنيا على وقع قلب بيروت وهي تشهد استشهاد القادة الثلاثة. وكان لكمال ناصر جنازة تغص بعشرات آلاف المشيعين كالتي اشتهاها، مع إضافة تليق به. فقد تبين أنه أوصى منذ استشهاد غسان بأن يدفنوه إلى جانبه. وهكذا دفن كمال ناصر المسيحي البروتستانتي في مقبرة الشهداء الإسلامية. وأنت أمس وحّد عرسك الطوائف، الذي أعادنا إلى الزمن الجميل لا طائفية ولا فصائل متناحرة.
عرس يتمناه كل محب لفلسطين ..
لعلها المصادفة التي جعلت من مايو الشهر الذي كانت فيه نكبتنا.. لتبقى في ذاكرة الشعب إلى يوم يبعثون.
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
14/05/2022
1527