+ A
A -
داليا الحديدي
كاتبة مصرية
احذروا سكر الأرض، فهذا الأبيض هو سم مدمر، حيث يعمل على رفع هرمون الأنسولين سريعًا في الدم وخفض إفراز هرمون الليبتون، علماً بأن هذا الأخير له وظيفتين:
الأولى هي حرق الدهون والثانية هي إرسال رسالة للمخ تفيد بالشبع، ومن ثم فكلما ارتفع الأنسولين سريعًا قلت قدرة الجسم على فهم ترجمة إشارات المخ التي تفيد بالشبع لأنه يربك الخلايا ويعطبها ما يعجز الفرد عن فهم تلك الإشارات، كما يؤدي نقص هرمون «ليبتون» لخفض قدرة الجسم على حرق الدهون. علمًا بأن السكر يعد مادة خالية من أي فيتامينات، ماء، معادن أو أملاح، فهو محض سكروز، يضيف للجسم سعرات مهولة، لكن لا يمنح الجسم الوقود الحقيقي اللازم لتشغيل وظائف الأعضاء، فهو كنصاب يودع لك في المصرف شيكا بدون رصيد فيكتشف البنك الخدعة، فيعيد مطالبتك بتناول الطعام الصحي لتسديد ديونك من الفيتامينات والمعادن والأملاح، لكنك لا تفهم لأن الرسالة غير مباشرة.
لذا يفضل أطباء الأغذية العسل عن السكر، رغم أن العسل يحتوي على سعرات أكثر من الموجودة بالسكر لأن العسل ليس محض سعرات بل يمنح طاقة ويحتوي على جلوكوز، فركتوز، ماء وفيتامين ب 12 ومادة مضادة للالتهاب والقليل من الأوميجا 3، ومن ثم فهو ليس مادة غذائية نصابة بل مفيدة للجسم وإن منحه سعرات أكثر.
نحن لسنا بصدد مناقشة سمنة أو نحافة بل سم أو طعام طيب.
فالجسم مسؤول عن وظائف معينة، لكنه سيعجز عن تأديتها لو لم يحصل على طاقة وفيتامينات ومعادن وأملاح غير موجودة في السكر بل يحتوي على مواد مسرطنة كونه يربك الخلايا فتهيج وتتدمر.
فكلما منحت جسدك جرعات من السكر فإنك تتخمه بسعرات حرارية بلا قيمة وبدون فيتامينات، معادن، ماء أو املاح لمساعدة الجسد على أداء وظائفه، فيطالب الجسم الإنسان من جديد بتناول الطعام وهذا هو السبب في كون السكر يزيد من إحساسنا الوهمي بالشبع المؤقت وشعورنا الدائم بالجوع السريع.
فالجسم يخاطب الفرد بشكل صامت ليقول له: يا نصاب ألم تمنحني حقي من الفائدة فلن أجعلك تنام أو تستيقظ بانتظام وسأحرمك التركيز في أي عمل تقوم به حتى تتناول طعامًا مفيدًا لأتمكن من تشغيل وظائف الأعضاء.
لكن للأسف، أغلبنا يجهل ترجمة رسائل أجسادنا، بل نستعبط فحتى اللحم الذي هو محض بروتين نتناوله مع خبز غني بالسكر كوننا نجهل أن الخبز يحتوي على سكر، أو لربما فهمنا خطأ أن الخبز هو المشبع. المشكلة الحقيقية أن الفرد يتناول سكريات، دهون ونشويات مخلوطة بالسكر تكون عديمة النفع، سواء حين يكون السكر مرئيا أو غير مرئي داخل المعجنات أو الحلويات أو النشويات.
copy short url   نسخ
23/04/2022
1327