+ A
A -
حوار أكرم الفرجابي

أكدت الروائية القطرية شمة شاهين الكواري أن فوزها بـ«جائزة كتارا» للرواية العربية، فئة الرواية القطرية، مثل دافعاً لمواصلة الكتابة بجودة أعلى، وليس فقط لمزيد من الإنتاج الإبداعي، كونها تعلم أنها ستكتب في جميع الأحوال، لأنها شغوفة بالكتابة، وتشعر أنها تجري في دمها، وتعتقد أنها رسالتها في الحياة، وأضافت: كما قال غابريال غارسيا ماركيز: «عشتُ لأروي»، فأنا أعتقد أنني «عشتُ لأكتب»، مع ما للحياة الدنيا من واجبات ومزايا أخرى.وقالت في حوار خاص لـ الوطن ، بمناسبة إصدار روايتها الجديدة «شمس بلا ضوء» الصادرة عن دار حمد بن خليفة، إن ما يدفعها بشكل حقيقي وصادق للكتابة وبشكل أساسي هو شغفها بعالم الرواية، حيث تجاوزت أعمالها الإبداعية الآن أكثر من «10» أعمال، مؤكدة أنها لا تكترث للكمّ بقدر اهتمامها بالفكر وبث المنظومة القيمية التي تؤمن بها وفق لمستها الأدبية الخاصة، معربة عن آملها في أن تنتج أعمالاً أدبية عالية المستوى بلا حدود، وغيرها من التفاصيل التي سنطالعها في سياق الحوار التالي.} بدايةً كيف بدأت التفكير في كتابة روايتك الجديدة «شمس بلا ضوء»؟- بدأت التفكير في كتابة روايتي الجديدة «شمس بلا ضوء» انطلاقاً من اهتمامي بالكتابة للناشئة العرب وشعوري بالمسؤولية الأدبية نحوهم، وضرورة توفير روايات عربية ذات مضامين قيمية عالية وبمستوى أدبي رفيع ينافس الروايات الكلاسيكية العالمية المخصصة للناشئين، وهذه ليست التجربة الأولى في الكتابة لهم، فقد سبق لي وكتبت «شاهين.. مجرة الحجر الأزرق»، وهي الرواية التي فازت بجائزة الدولة لأدب الطفل، كما كتبت لهم رواية «العين ترى ما تحب»، ورواية «السفينة الفينيقية 5252»، إضافة إلى مجموعة قصصية بعنوان «يملأ التسامح قلبي». } وما المراحل الجنينية لتكوّن هذا المشروع؟ - المراحل الجنينية السابقة لتكوين مشروع رواية «شمس بلا ضوء» هي رواية مخصصة للناشئة، ولأنها تراثية وتدور أحداثها في زمن ماضوي بعيد المدى، فقد آثرتُ التريث وترك الرواية لتعبر عن نفسها بنفسها في الوقت المناسب.} ولماذا اخترتِ الاحتفاء بمدينة حيدر آباد الهندية؟ - حقيقة لم أختر الاحتفاء بمدينة حيدر آباد، فمن يتابع كتاباتي الأدبية يعلمُ جيداً أنني إنما أحتفي بأرض الوطن، وأتعمدّ استخدام مسميات أمكنة منه، مثلما صنعتُ في رواية «الظل والضوء» عندما جعلتُ أحداث الرواية تدور في مدينة الوكرة، أو كما صنعتُ في رواية «هتون نور العيون» عندما جعلت أحداثها تدور في فريج بن عمران وأزغوى وسميسمة، وكذلك مع رواية «في ذاكرتي مكان.. الجذور» التي دارت أحداثها في قريتي فويرط والغارية، أما عن اختياري لمدينة حيدر آباد لتدور فيها أحداث رواية «شمس بلا ضوء»، فلأنها كانت الأنسب لموضوع الرواية، خاصة إذا ما ربطنا الموضوع بالزمان والمكان، لذا فهي هنا المكان الأكثر ملائمة.الاعتبارات الطبقية } ما سبب اختيارك لمناقشة موضوع الاعتبارات الطبقية والفوارق الاجتماعية في الرواية؟ - ينبع اختياري مناقشة موضوع الاعتبارات الطبقية والفوارق الاجتماعية في رواية «شمس بلا ضوء» من الاعتبارات الفكرية التي أؤمن بها ورغبتي في القيام بدوري ككاتبة صاحبة قيم وثقافة بالمساهمة في زرع مثل هذه القيم الأصيلة في فئة الناشئة. } هذه أول رواية لكِ بعد فوزك بجائزة كتارا للرواية العربية، فئة الرواية القطرية، هل تمثل الجائزة دافعاً معنوياً للمزيد من الإنتاج الإبداعي؟- يعتبر الفوز بأية جائزة أمرا جيدا وله مردود طيب على نفس الكاتب، وبالطبع مثل لي هذا الفوز دافعاً لمواصلة الكتابة بجودة أعلى، وليس فقط لمزيد من الإنتاج الإبداعي، لكني مع ذلك أعلم عن نفسي أنني سأكتبُ -بحول الله- في جميع الأحوال، لأني شغوفة بالكتابة، ولأني أشعر أنها تجري في دمي، ولأني أعتقد أنها رسالتي في الحياة، وكما قال غابريال غارسيا ماركيز: «عشتُ لأروي»، فأنا أعتقد أنني «عشتُ لأكتب»، مع ما للحياة الدنيا من واجبات ومزايا أخرى. صائدة الجوائز } يلاحظ أنك دائماً صاحبة السبق في الجوائز باعتبارك أول أديبة قطرية فازت بجائزة الدولة لأدب الطفل في «2014»، ما هو تعليقك على ذلك؟- قولك إنني صاحبة السبق في الجوائز باعتباري أول أديبة تفوز بجائزة الدولة لأدب الطفل في العام 2014 وما سوى ذلك، فإنني أرده أولاً إلى فضل الله تعالى وما أنعم عليّ به من بركة الحب والشغف بالكتابة، وهكذا أعتقد أن الشغف والاجتهاد وقبل ذلك الاعتراف بفضل الله هم السبب وراء هذا النجاح الطيب الذي أرى أن الأهم منه هو الأثر الحسن الذي أسعى إلى تركه في القراء. } ما أهمية إطلاق الجوائز الأدبية وما تقييمك لجائزة كتارا للرواية العربية التي تستعد لموسمها الثامن الآن؟- للجوائز الأدبية أهمية في أثرها المعنوي على نفس الكاتب وهو أثر طويل المدى يمتد حتى إلى ما بعد حياة الكاتب نفسه إذا ما أنتج عملا أدبيا ناجحا، كما أن للمردود المادي مفعوله إلا أن بقاءه وقتي بحسب استهلاكه، وهنالك جوائز عالية القيمة، ليس من الناحية المادية وحسب، بل لمكانتها التاريخية والأدبية الرفيعة ولمصداقيتها، وليس من المشين أن يسعى أدباء الجادين لمثلها استحقاقاً.} برأيك ما الذي يدفع المرء إلى الكتابة خصوصاً أن لديك الآن أكثر من «10» أعمال إبداعية ما بين روايات وقصص قصيرة؟- لربما سيكون واضحاً لديك، من خلال ردودي السابقة، أن ما يدفعني بشكل حقيقي وصادق للكتابة وبشكل أساسي هو شغفي بعالم الرواية، وإذا لم تخبرني أنها عشرة أعمال أدبية فلن أعلم بذلك، لأني لا أكترث للكمّ قدر اهتمامي بالفكر وبث المنظومة القيمية التي أؤمن بها ووفق لمستي الأدبية الخاصة، لذا أرجو أن أنتج أعمالاً أدبية عالية المستوى بلا حدود. طقوس الكتابة } هل لديكِ طقوس معيّنة أثناء ممارسة الكتابة لبلوغ الفكرة وترجمتها في القالب الأدبي المتميّز الذي تقدميه للقرّاء؟- لا، ليست لدي طقوس معينة أثناء الكتابة لأنني على يقين أن الكتابة هي التي تزور الكاتب وليس العكس، فالكتابة هي التي تستدعي الكاتب وتشده إلى قلمه ودفتره أو جهاز الحاسوب الخاص به، وأن الطقوس مجرد شكليات تناسب التصوير أكثر من ارتباطها بالعالم الواقعي المألوف للكاتب، وأن شعور الكاتب بملامسة كتابته لوجدانه في أي وقت وزمان وتحت أي ظروف واستجابته التلقائية للتحرك مع شخوصه بسلاسة هي الحقيقة الأكبر والأجل في عالم الكتابة.} كيف هي طبيعة علاقتك بقرائك عبر منصاتك على مواقع التواصل الاجتماعي سواء كان في «تويتر» أو «إنستغرام» أو غيرهما؟- طبيعة علاقتي بقرائي جيدة وتلقائية وذات أثر دافعي طيب على الجهتين كما أرجو، وحقيقة أنا وبسبب من طبيعتي الشخصية لا أميل لحب الشهرة والظهور، وأعتقد أن الظهور والنجاح الحقيقي هو لكتبي ولشخصيتي ككاتبة روائية، ولذا أتواصل مع الجميع عبر حساباتي في وسائل التواصل الاجتماعي بصفتي كاتبة، ومما يسعدني هو الرد على الأسئلة ذات الطابع الأدبي الثقافي الفكري، لأنه هو المجال أو القناة التي تصلني بالآخرين.} باعتقادك هل أثرت وسائل التكنولوجيا الحديثة والسوشيال ميديا على الحركة الأدبية سواء كان من ناحية إيجابية أو سلبية؟- نعم، أرى أن وسائل التكنولوجيا الحديثة أثرت على الحركة الأدبية، والجانب الإيجابي منها واضح ويكمن في سهولة النقل وسرعة الوصول، أما الجانب السلبي فيتضح في تسليط بعضهم الضوء عن عمد على بعض الكتابات الركيكة، لكن في العموم يبقى عامل الزمن هو الأقوى والأكــــــثر ديـــــمومة، لأنه ينتصر دائماً للعــــمل الأدبي الجيد ولو بـــعد سبــــعين عاماً من وفاة صاحبه.الأدب الخليجي } ما تقييمك للأدب الخليجي وهل أنت راضية عما تقدمه الروائية الخليجية بصورة عامة والقطرية على وجه الخصوص؟- ارتفع رصيد الأدب الخليجي بشكل كبير من خلال كتابات الأستاذ الكبير عبد الرحمن منيف رحمه الله، وبشكل عام الرواية الخليجية والقطرية بحاجة للاجتهاد والتطوير. } هل لديك الرغبة في ترجمة أعمالك الأدبية إلى لغات أخرى.. ولماذا؟ - حقيقة لم أسعَ إلى ترجمة أعمالي الأدبية إلى لغات أجنبية، فهنالك جمهور عربي واسع أرجو أن أنجح في الوصول له، وبعد ذلك إذا ما قدر لأعمالي أن تترجم إلى لغات أخرى فلا بأس، علماً بأن بعض أعمالي ترجمت للغات أخرى، مثل ترجمة مجموعتي القصصية «وردة واحدة وخمس بتلات» إلى اللغة الفارسية بواسطة أستاذ وطالبته في جامعة آزاد الإسلامية في مدينة كرج. } كلمة أخيرة؟ لعلي أخيراً أضيف شيئاً رغم أنك لم تسألنــــــي عن علاقـــــة الكاتب بالقراءة وكيفية صناعتها لكاتب جيد، فأنـــــا أعتقد أن للكاتــــــب علاقــــة وطيدة بعالم الـــــقراءة، وأنه يستحـــــيل أن يوجــــــد كاتب لا يقرأ، وبـــــقدر ما يقرأ الكاتب يــــبرع، وفي الوقـــــــت نفسه هنالك عـــــدد كبير من القـــــــراء الواعين، ولـــيس من الضــروري أن يتحولوا إلى كتّاب.

copy short url   نسخ
29/08/2022
40