+ A
A -
فرنسا جريحة.. مصدومة.. بل مرعوبة، فمن؟ من ذا الذي ليستطيع أن يخفف روعها، والإرهاب الذي ينشب فيها مخالبه- حتى في يوم فرحتها بعيدها الوطني- يبتكر في كل مرة أسلوبا من أساليبه الوحشية.. من أين يجيئون.. وكيف يمكن أن يجيئوا في المرة المقبلة، هؤلاء الوحوش؟
ذلك هو السؤال الذي يشغل الأجهزة الأمنية، الآن، في أرض سارتر، وديجول، وأديث بياف؟
حزين جدا صوتها، مفعم بارتعاشة البكاء، لو انشق قبرها- أديث- وخرجت، لتغني، صوتها يسري كما الحفيف، يحلق بالفرنسيين عاليا، حيث لا وحوش، ولا رصاص، ولا شاحنة تتضرج بدم الأبرياء.
أسوأ لأي شعب، أن يظل مرعوبا..
وأسوأ لأي فرد، ان يظل( يتلفت)، حذر الموت، الذي قد يأتيه، من اناس لا يعرفهم، ولا يعرفونه: لا يعرفون ما إذا كان طيبا أو شريرا.. ورغم ذلك يتربصون به الموت، حيثما كان.. وفي أي وقت.
الفرنسيون ليسوا وحدهم..
باتت كل الشعوب، هدفا للإرهاب.. والإرهاب اعمى.. وبات كل فرد في أي مكان، يتوجس رعبا.
الرعب؟
نعم.
ومن استراتيجية الإرهاب العالمي الآن، أن يزرع نبتا شيطانيا في كل وطن.. في كل العالم.. في قلب أي فرد.
تلك هي الاستراتيجية.
ماهو مطلوب الآن، من هذا العالم أن يقابل استراتيجية بث الرعب، باستراتيجية مضادة.. ولكن كيف.
ذلك هو السؤال..
والإجابة عليه ليست سهلة.. وهي ليست مسؤولية الحكومات وحدها، إنها مسؤولية كل فرد في هذا العالم.
لا تخافوا..
الإرهاب شر مستطير..
لكن متى كان الشر ليمكن ان ينتصر على الخير؟
كنت أنت خيرا، حتى في مواجهة الشر.
إذا واجهت الشر بالشر، تستحيل أنت نفسك إلى شرير.. والعالم هذا، ليس بالطبع في حاجة إلى شرير جديد!
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
17/07/2016
904