قال السيد خالد المهندي: أحسنت الوطن صنعا بطرح هذا الموضوع في هذا التوقيت، فحين يحل شهر رمضان، تتغير الإيقاعات اليومية، تتحول الحياة إلى لوحة تتداخل فيها العبادات مع التقاليد والعادات، والزهد مع الإسراف، فتبدو الموائد وكأنها ساحات استعراض للوفرة، حيث تتكدس الأطباق التي بها صنف واحد، وتتراكم الأصناف وهي كثيرة، في مشهد يثير الدهشة والتساؤل معاً: من سيأكل كل هذا الطعام الموجود على المائدة؟ كيف للناس في شهر الصيام والاعتدال أن يحولوه إلى مناسبة يزداد فيها التبذير؟
والحمد لله في قطر ازداد الوعي بوجود مشروع حفظ النعمة، فالأسر التي يتوفر عندها بعض الأطعمة في المناسبات وغير المناسبات لم تعد تتخلص منه بإلقائه في القمامة، لأن مبادرات إيجابية من أهل الخير، وتنفيذ أفكار إبداعية لحفظ النعمة قد نجحت وعززت الوعي، وتتواصل مع المتبرعين من الأسر والمطاعم لاستلام التبرعات من مواد غذائية وعينية، ويتم تعبئتها وتغليفها بطريقة صحيحة مع مراعاة الحفاظ على صلاحيتها، ومن ثم توزيعها على المستحقين.
ومع ذلك ننصح من الأساس لا داعي للتبذير والإسراف في الشراء، فالموضوع يتعلق بالحفاظ على مقدرات الأسرة وإرهاق ميزانيتها وضعف اقتصادها، فالأسواق مكدسة بكل ما لذ وطاب من الطعام ويمكن أن تشتري كل شيء في أوانه دون الإسراف.