قال الإعلامي حسن الساعي: «في تقديري يبدأ علاج مشكلة هدر الطعام من وعي الفرد بحاجته اليومية الفعلية للمواد الغذائية الأساسية، فكل ما نملك هو من نعم الله وإذا لم نقدر تلك النعم بالشكل الصحيح فإننا نعرض أنفسنا لجحود غير مقصود ومن هذا المنطلق يجب أن نعي أهمية التفكير بتمعن قبل الشراء فلا ينبغي أن نشتري إلا ما نحتاجه بالفعل فالسوق مليء بالسلع المتوفرة بسهولة ولا يوجد أي مبرر للإفراط في الشراء»..

وأضاف: «هذا هو الطريق الأفضل لتقليل الهدر وترشيد الاستهلاك إذا كل أسرة قامت بشراء ما تحتاجه فقط وليس أكثر ستتمكن من الحفاظ على ميزانياتها كما أن هذا سيساهم في تقليص النفقات بشكل كبير وعلاوة على ذلك سيسهم هذا في الحد من ارتفاع الأسعار بل وبتعاوننا جميعًا يمكننا الوصول إلى الحد الأدنى من هدر الطعام، ومع الأسف، نرى بعض الأشخاص في الجمعيات وهم يجمعون كميات ضخمة من المواد الغذائية وكأنهم يعتقدون أن هذه المواد ستكون في عداد المفقودات أو كما لو أنهم يستعدون لاستقبال حشود ضخمة في منازلهم» !!

وقال الساعي: «عندما نشاهد مثل هذه المشاهد من أشخاص يملأون العربات الصغيرة بالكميات الزائدة عن حاجتهم نعرف أنه لا بد من مزيد من التوعية فكل هذه الممارسات تؤدي في النهاية إلى فائض في الطعام ويتم التخلص منه للأسف بطريقة غير مسؤولة حيث ينتهي به المطاف في حاويات القمامة».

أما بالنسبة للولائم والمناسبات الاجتماعية فلا شك أن دعوة الأقارب والأصدقاء على الطعام هي من أسمى وأجمل تقاليد المجتمع القطري وتُظهر الكرم والتواصل الاجتماعي

لكن في بعض الأحيان ما يتم تحضيره من طعام يزيد عن حاجة المدعوين بكثير مما يؤدي إلى ضياع الكثير من الطعام بعد انتهاء المناسبة !!

وهذا الهدر لا يشكل فقط تجاوزًا للنعمة بل هو أيضا تصرف غير واعي بمقدار النعمة التي منحنا الله إياها.

وأضاف: «إن ترك الطعام يذهب سُدى يُعتبر جحودًا بنعمة الله، وتبذيرًا لما هو متاح لكن مع زيادة الوعي في المجتمع بدأت هذه الظاهرة تقل بشكل تدريجي، ونحن الآن نعيش في مرحلة جديدة مرحلة التغيير نحو الأفضل بفضل التوعية المستمرة ولا يمكننا إنكار الدور الكبير لمبادرة «حفظ النعمة» في هذا الصدد التي ساهمت بشكل فعال في نشر الوعي حول قيمة الطعام وأهمية الحفاظ عليه فلنواصل العمل معا ونبذل المزيد من الجهود لنحافظ على نعمة الله في حياتنا اليومية».