+ A
A -
داليا الحديدي
كاتبة مصرية
مفاتيح العالم لن تفتح القلوب للبخلاء
- يصنف الرومانسيون كأقليات مقابل العمليين كونهم الأكثر تأثيرًا في العالم، مع وجود نماذج شاذة من البخلاء.
- قد لا يمت الشخص العملي للبخل بصلة، إلا أن هناك شخصيات مركبة، تجتمع فيها خصلتا البخل والعمليّة معًا، لكن محال أن يكون الإنسان بخيلا ورومانسيا، أو عمليا صرفا ورومانسيا بالوقت ذاته.
- يجتهد العمليّون لبناء هوية ذاتية تستهدف التفوق بخطة ذات بنود، إذ يعنيهم صورتهم لدى الناس وما سيقال عنهم عقب وفاتهم. لذا، يولون عناية بمظهرهم كونه جزءا من رأس مالهم، ولشحن أنفسهم بترددات طاقية تشع نجاحا.
لذا فالتأنق للعمل بملابس مناسبة يحتل حيزًا من تفكيرهم والعناية «بلووك» البساطة في النادي يستهلك مجهودًا منهم
- الشخصيات الرومانسية عاطفية بالسليقة وهدفها الاستمتاع، وهم أقل بذلًا للجهد في تحقيق أهدافهم من العمليين
فالمرأة العمليّة، قد تُزيد الخِضاب لأنها في الصورة ستبدو أجمل، والصورة أبقى وأخلد. أما الرومانسية، فمعنية بالظهور بشكل أجمل في الواقع، ومن ثم فلا تبالغ في التبرج كي لا يُحيل مظهرها الحقيقي للبشاعة وإن بدت فوتوغرافيًا أجمل.
بالمقابل، فهدف البخيلة الوحيد هو عدم الإنفاق على مستحضرات التجميل، فهي تنتشي بشخللة الدنانير وغير معنية لا بشكلها في الواقع ولا في الصور ولا تنصت لهذا الهراء.
- العملي يولي عناية بكيف سيبدو
- العاطفي يعنيه كيف يكون
- البخيل لا يأبه سوى بنقوده.
- العمليّون لا يشبعهم سوى الإنجاز
- الرومانسيون لا يشبعهم سوى الإحساس
- البخلاء يشبعهم الإمساك بالأساس
- العملي يُدون أولوياته وملتزم بأجندته بمجهود متطور، ومركز فيحب أصدقاءه، لكنه يقنن الاجتماعيات لعدم هدر الوقت وينأى عمن يسقطون عليه هواجسهم، لتحييد المحبطين والمشككين بقدراته كما يُحيد مشاعر الخوف من الرفض فيما يعجز الرومانسي عن الحياد.
- لا أولوية ولا مخاوف للبخيل سوى «الكاش».
- العملي يُحب الطعام، لكن يخشى عواقب الشره، فيعلي صحته وهندامه ويلتزم بوجبات متوازنة، ونادرًا ما ينقنق.
- يولي العناية بمظهره أمام الناس، فيدخر أفخر الثياب للضيوف ولحضور المناسبات فيما يأكل -عادة - بالمطبخ ويقلل استخدام الصحون، كي لا يرهق أو يعرض الأواني للكسر، إلا في وجود خدم لا يدفع هو أجرتهم.
-العملي يُكرم الضيف، لكن أولوياته للنقد والوقت، فلن ينجرف في ضيافة زائريه بترحيب مُكلِف، لكنه يضيف بالمعقول.
-الرومانسي يسقي الأحبة دمه، وينفق في الذبائح ويشتري ابتسامة أنيقة مميزة، بأثمان باهظة.
الرومانسي يفشل في الالتزام بخارطة طريق النجاح ويكترث بالاستمتاع بالرحلة لا الوصول للوجهة.
العملي لا يستمتع بالرحلة بقدر نشوته بالوصول للوجهة.
-البخيل لا يتأنق لزوار، وملابسه معتقة بل موروثة ويقبل الصدقات.
بلا رحلة بلا وجهة «فسعادته خزنته».
-يضيق العمليّون من السلامات الحارة، فكثرة العناق تثير حنقهم، ويَنهجون من عبارات المجاملة وبعضهم يجد صعوبة في غمر أولاده إلا لمناسبة، وإن حدث، فخطف.
-العملي قنّاص، فلو حجز «برانش» فسيكون التركيز على البروتين والبحريات ويتعمد هجر النشويات والمقبلات اللهم إلا سلطات السلمون.
-في الحياة العامة تجد العملي مكرا، مفرا، مقبلا، مدبرا، مرنا، كملكات نحل تخطف لقاحها من اليعاسيب، بينما تجده مباشرًا في حياته الخاصة، فيقتحم الموضوع، اقتحام الدواعش لبرجي نيويورك، فلا طاقة له في الملاطفة.
-أكثر البيوت استقرارًا من نصيب العملي سيما لو كريم، لكنه يقسو، يساوم ويفاوض.
-الرومانسي مزواج، مطلاق وهو أكثرهم وفاء في أول الزواج، وأجرأهم على الخيانة في الشوط الثاني.
البخيل لا يُطلق بل يخلعوه، ولا يخشى اللقب بل يفاخر ببخله، على أنه أقل الثلاثة جرأة على الخيانة لأكلافها.
copy short url   نسخ
26/02/2022
1246