+ A
A -
في الأشهر الستة الماضية فقط، زادت الهجمات السيبرانية عالميا بنسبة 29 % مع استمرار استغلال الجهات الفاعلة في التهديد لوباء كوفيد - 19، حيث دخلت المجموعات التي تستخدم تكتيكات برامج الفدية عصرًا ذهبيًا، مع تزايد استخدام الابتزاز بوتيرة متسارعة بلغت ما يزيد عن 90 % في أقل من عام.
ومع ذلك، فإن الدول القومية حول العالم بدت وكأنها لا تقف مكتوفة الأيدي. إذ بدت جهود للعديد من الأطراف الدولية في دفع بعض عصابات برامج الفدية إلى وضع عدم الاتصال بالإنترنت، بينما تعمل برامج الأمن السيبراني على تمكين الشركات والمؤسسات من مواجهة التهديدات التي تلوح في الأفق على الجانب المظلم للإنترنت.
في لغة الأرقام، بلغت قيمة سوق الأمن السيبراني العالمي 156.24 مليار دولار لعام 2020، ومن المتوقع أن تبلغ قيمة هذا السوق حوالي 352.25 مليار دولار، بمعدل نمو سنوي 14.5 % بحلول عام 2026 حسب مؤسسة «موردر إنتيلجنس»، ومن المتوقع أن تصل قيمة سوق الأمن السيبراني العالمي إلى 433.6 مليار دولار بحلول عام 2030، وتتوقع دراسات أن تكلف الجرائم الإلكترونية العالم ما يقرب من 600 مليار دولار كل عام.
ومما يلفت الانتباه أن الإنفاق العالمي على المنتجات الأمنية بلغ 125.2 مليار دولار في عام 2020، مسجلاً زيادة بنسبة 6 % عن عام 2019، ومن المقرر أن يصل الإنفاق العالمي على المنتجات والخدمات الأمنية إلى 174.7 مليار دولار بحلول عام 2024، بمعدل نمو سنوى مركب قدره 8.1 % من 2020 إلى 2024. مع العلم أن القطاعات الثلاثة الأكثر إنفاقًا على الأمن السيبراني هي البنوك والتصنيع والحكومة الفيدرالية /‏ المركزية. بلغت قيمة سوق التأمين الإلكتروني العالمي7.7 مليار دولار أميركي في عام 2020 ومن المتوقع أن ينمو إلى 20.4 مليار دولار بحلول 2025 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 21.2 %.
إلى جانب تهديدات القرصنة الأخرى، ستستمر أنشطة برامج الفدية في كونها مشكلة كبيرة للمنظمات في جميع أنحاء العالم.. إنّ الجرائم الإلكترونية لن تختفي قريبًا. ومن المتوقع أن ينمو عددًا أكبر منها في السنوات القادمة ما دام المكان المفضل في العالم لهذه الفئة هو الإنترنت، وسيستمر سوق الأمن السيبراني في تحقيق نمو أعلى، ومما يبدو أن تكاليف وأضرار الجرائم الإلكترونية أعلى من تلك الناجمة عن الكوارث الطبيعية، وسوف يزداد الطلب على وظائف الأمن السيبراني.
وفق هذه المعطيات يمكن القول بأن الاختراقات الإلكترونية والهجمات السيبرانية بمختلف أشكالها ستكون في المستقبل أكبر وأسوأ وأكثر كلفة، ولها تأثير مدمّر على البُنى التحتية الحرجة.
بقلم: خالد وليد محمود
copy short url   نسخ
20/02/2022
1328