+ A
A -
بقلم داليا الحديدي
كاتبة مصرية
أفهم تلاعب الذكر بالحقائق لأن رغبته في السيطرة والتكبر تغريه بالادعاء أن زوجته التي تسعى وتكد معه يدًا بيد في الحياة لا تعمل.
أدرك أن جهل الأبناء وقلة خبراتهم بالحياة تجعلهم يأكلون يوميًا من يد أمهم ويرتدون ملابس غسلتها لهم أمهاتهم ثم يقولون: «أمنا لا تعمل».
أعلم أن المجتمع يتعاطى معها على أنها لا تعمل، لكن قدراتي العقلية لا تستوعب السبب الذي يجعل ربة منزل تغسل، تطبخ، تنظف، تكوي، ترتب، توصل، تشتري وتوفر، تحمل، تلد، ترضع، تربي، تذاكر، تستضيف وتتجمل، ثم تسأل عن وظيفتها فتجيب بلسانها على استحياء: «لا أعمل».
هو يطفف بحقك، يخسرك، يبخسك ويرخصك.. مفهوم منه غير مفهوم منك.
من منطلق دورنا التنويري أقولها بوضوح لك سيدتي: أنت تعملين لكنك لا تؤجرين.. أنت تعملين بدون أيام إجازات.. أنت تعملين بدون حوافز أو بدلات.. أنت تعملين بلقمتك لأنك مستغلة. لن يُعترف بعملك إلا لو اعترفت أنت به، اعترفي بحقك في راتب، لا في أوسمة معنوية فحسب.. من أظلم ممن ظلم نفسه.
وأود التأكيد على أن المطالبة بتفعيل فتوى السعاية والكد التي أفتى بها بن الخطاب وطالب بإعادة تفعيلها شيخ الأزهر لن تجد ترحيبا من الذكور الذين سيتشدقون بدور المرأة الملائكي الذي لا يجب تحويله لدور الخادم أو موظف بأجر والكثير من شعارات تبدو حقا لكن يراد بها باطل.
ولهؤلاء نقول إن خادم القوم سيدهم وكل يخدم في موقعه، وليس عيبًا أن تخدم الزوجة بدارها، لكن المؤسف أن يستحل ذكر جهود زوجته بدون مقابل، وأن يحرجها كي لا يدفع لها حقها، فيدعي أنه لا يريد أن يدفع لها حقها بدعوى عدم تحويلها لخادمة.. أي هراء هذا؟
صدقاً، تقوم قيامة الذكور إن اقترب أحد من جيوبهم، لكن لن يضيع حق وراءه مطالب.
copy short url   نسخ
19/02/2022
1519