عواصم- الأناضول- رحبت عدة دول عربية ومجلس التعاون الخليجي بالاتفاق الموقع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وفرهاد عبدي شاهين قائد ما تعرف بقوات «قسد» (واجهة تنظيم «بي كي كي/ واي بي جي» الإرهابي).
جاء ذلك في سلسلة بيانات صادرة عن وزارات الخارجية في قطر والسعودية والكويت والأردن، إضافة إلى مجلس التعاون الخليجي.
والاثنين، قالت الرئاسة السورية إنه جرى توقيع اتفاق يقضي باندماج ما تعرف بقوات «قسد» ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية وتأكيد وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم. ورحبت السعودية في بيان للخارجية بتوقيع الاتفاق «الذي يقضي باندماج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن مؤسسات الدولة السورية».
وأشادت وفق البيان، بـ«الإجراءات التي اتخذتها الإدارة السورية لصون السلم الأهلي في سوريا والجهود المبذولة لاستكمال مسار بناء مؤسسات الدولة بما يحقق الأمن والاستقرار ويلبي تطلعات الشعب السوري الشقيق».
وجددت الخارجية السعودية «دعم الرياض الكامل لوحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها».
بدورها، رحبت الكويت بالاتفاق، معتبرة في بيان لوزارة خارجيتها أنه «خطوة هامة ضمن الجهود لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها وتعزيز الأمن والاستقرار في الجمهورية العربية السورية الشقيقة».
وجدد البيان موقف دولة الكويت الداعم لسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها.
كما رحبت وزارة الخارجية الأردنية بالاتفاق واعتبرته في بيان «خطوة مهمة نحو إعادة بناء سوريا على الأسس التي تضمن وحدتها وسيادتها واستقرارها، وتحافظ على أمنها، وتخلصها من الإرهاب، وتحفظ حقوق كل أبناء الشعب السوري الشقيق».
وأكد متحدث الوزارة سفيان القضاة، وفق البيان، دعم بلاده لسوريا واستعداد الأردن «لتقديم كل ما يستطيع من أجل دعم وإسناد الشعب السوري لتجاوز المرحلة الانتقالية التي يريد لها أن تكون منطلقا تاريخيا؛ لإعادة بناء سوريا الوطن الحر المستقر ذي السيادة، وذلك من خلال عملية سورية - سورية يشارك فيها مختلف أطياف الشعب السوري، وتحفظ حقوقه كافة، وتحميهم من الفوضى والفتنة والصراع».
من جانبه أشاد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي بالاتفاق وفق منشور للمجلس على منصة إكس، متمنيا أن «يسهم هذا الاندماج في دعم مسيرة الاستقرار والتنمية في سوريا، ويعزز وحدتها وسيادتها واستقلالها».
وجدد البديوي تأكيد «موقف مجلس التعاون الثابت بدعوة جميع الأطراف ومكونات الشعب السوري على تضافر الجهود وتغليب المصلحة العليا والتمسك بالوحدة الوطنية لتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق، وحصر حمل السلاح بيد الدولة للحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا».
ورحب رئيس إقليم كردستان في شمال العراق، نيجيرفان بارزاني، بالاتفاق الموقع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وفرهاد عبدي شاهين قائد ما تعرف بقوات «قسد» (واجهة تنظيم «بي كي كي/ واي بي جي» الإرهابي).
وقال بارزاني، في منشور عبر منصة «إكس»، أمس، إن «هذا الاتفاق يمثل خريطة طريق مناسبة للمستقبل».
وأشار بارزاني إلى أن الإقليم يدعم «بشكل كامل» السلام والاستقرار في سوريا.
من جهتها أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للتحقيق بأحداث الساحل السوري، أنه ستتم محاسبة المتورطين بالانتهاكات التي شهدتها محافظتا اللاذقية وطرطوس، مؤكدة أنه «لا أحد فوق القانون».
جاء ذلك في مؤتمر صحفي لياسر الفرحان المتحدث باسم اللجنة، أمس، غداة لقاء جمع أعضاءها بالرئيس السوري أحمد الشرع.
وقال إن «لا أحد فوق القانون، وكل من هو متورط بالانتهاكات سيخضع (للمساءلة) ضمن صلاحيات اللجنة، وسنقدم ما نتوصل إليه من نتائج إلى رئاسة الجمهورية وإلى القضاء وهو الذي يجرم أو يحكم بالبراءة».
وأوضح أن اللجنة «لن تفصح عن نتائج تحقيقاتها وستلتزم بالحفاظ على خصوصية الشهود، على أن تقدم النتائج إلى القضاء والمحاكم المختصة».
وأعلن أن اللجنة ستعمل على إنهاء التحقيقات خلال 30 يوما، مشيرا إلى انفتاحها على «التعاون الدولي لكنها تفضل الاستعانة بالإمكانيات الوطنية».
وتابع: «سنعمل على الأرض وسنستمع إلى الشهود، ولن نكتفي بمقاطع الفيديو التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي».
وأشار الفرحان إلى أن ما شهدته مدن الساحل في 6 مارس/ آذار الجاري «أظهر عمق ما حفرته المأساة السورية على مدى 14 عاما وأكثر بكثير في وجدانهم الجمعي»، في إشارة إلى مخلفات النظام المخلوع.
وأوضح أن اللجنة باشرت عملها باجتماعها مع رئيس الجمهورية، لافتا إلى أن الأخير شدد خلال الاجتماع على «أهمية دور اللجنة في كشف الحقيقة، وعلى التزام الدولة بمحاسبة المتورطين وإنصاف الضحايا».
وفي السياق، أفاد الفرحان أن عمل اللجنة يأتي ضمن «اعتزام سوريا الجديدة على ترسيخ العدالة وسيادة القانون، وحماية حقوق وحريات مواطنيها، ومنع الانتقام خارج إطار القانون، وضمان عدم الإفلات من العقاب».
واستدرك: «تؤكد اللجنة على استقلاليتها، وعلى التزامها بمعايير الحياد، الأدلة والتقارير المتاحة، وغيرها من المواد المصدرية ذات الصلة بالأحداث».