+ A
A -
إبراهيم ملحم كاتب فلسطيني

في الذاكرة القصيرة تتبدّى واقعة الانقلاب الأبيض في البيت الأبيض على أوكرانيا، والتي تخللتها كلمات تشبه اللكمات، وشابتها خشونة كادت تصل إلى حد مدّ اليدّ على الزعيم الأوكراني.

وفي الذاكرة المتوسطة، ما شهده العراق من دمار، باسم الحرية والديموقراطية وإعادة الإعمار والاستقرار، وفي بيروت 1982 وبعد صمود دام ثمانين يوما، تدخّل فيليب حبيب ليساوم «أبو عمار» على الرحيل أو الدمار، بينما كان شارون يقف بأرتال دباباته على مشارف العاصمة المدمرة.

يعود فيليب حبيب اليوم على هيئة «آدم بوهلر»، ليساوم «حماس» على الرحيل وتسليم السلاح أو الجحيم، لكن الاختلاف اليوم أن غزة ليست بيروت، التي قال فيها الشهيد الخالد كلمته الخالدة: «لو أن بيروت مدينة فلسطينية لما غادرتها».

خسارة «حماس» ليست خسارة لها فحسب، بل هي خسارة للقضية برمتها، وليس لأحد أن يأخذ المسألة من باب المكايدة السياسية أو المناكفة الفصائلية، وما جرى في صبرا وشاتيلا بعد انسحاب المقاومة، قد يقع مثله ويزيد، في حال تكررت التجربة، لا قدّر الله.

لا ينبغي للتضحيات الجِسام أن تذهب دون تجييرها للحساب الوطني العام، وما زال بالإمكان تعويض النقص، واستدراك الفوات لتفويت ما يرسم للقضية من مخططات، لن يكون أحد بمنجاة من سعيرها، بعد أن انفتحت شهية ترامب على ابتلاع الأرض، وتهجير أصحابها.

سؤال المصير للقضية وشعبها، هو ما ينبغي أن يتصدّر ما انقطع من حوار بين الأفرقاء، ولا ينفع التلكؤ، ولا إدارة السياسة بالقطعة أو بالكلمات المتقاطعة، فاستيعاب «حماس» في إطار المنظمة، والذهاب الفوري إلى الانتخابات، هو الخيار الأسلم القادر على توفير طوق النجاة، حتى لا يعيد التاريخ نفسه، وهذه المرة كمهزلة، كما قال كارل ماركس.

يوجد في التاريخ ما يسمى باللحظة الحرجة؛ أمس مبكر وغدا متأخر.القدس الفلسطينية

copy short url   نسخ
12/03/2025
10