+ A
A -
خالد وليد محمود
باحث دكتوراه في العلوم السياسية
قيل من قبل إنّ «البيانات هي النفط الجديد»، وأضافوا أنها أساس المعلومة، والمعلومة هي أساس المعرفة، والمعرفة والتجربة هما أساس الحكمة، ولا غنى عن المعرفة والحكمة في إدارة الأمور وقيادة الدول والمجتمعات.
وللبيانات قيمة آخذة بالتوسع بكل الطرق والوسائل، وإذا كانت السياسة تتجه حقًا إلى الثقافة، فإنّ ساحة المعركة التالية للبيانات الضخمة ستحدث على ما يبدو في الساحة الجيوسياسية.
ليس عمالقة التكنولوجيا فقط من يتنافسون على البيانات ، فهناك في بلدة «بلوفدايل» بين جبلي «واساتش» و«أوكيرا» بولاية ِ«يوتاه» الأميركية يقع المركز الأضخم للتنصت على الوسائط الإلكترونية والرقمية التابع لوكالة الأمن القومي الأميركي ، المعروف باسم «مركز بيانات يوتاه» هو منشأة تخزين بيانات تابعة للولايات المتحدة، مصمم لتخزين بيانات بحجم إكسابايت أو أكبر، الهدف الرئيسي من المركز هو دعم مبادرة الأمن السيبراني الوطني الشامل CNCI تديره وكالة الأمن القومي (NSA) لاعتراض وملاحقة وتحليل جميع أنواع الاتصالات، بميزانية تصل إلى ملياري دولار سنويا، إضافة إلى مهمة تخزين مستمر لكل ما يتم تداوله في الاتصالات الرقمية ومواقع التواصل وتطبيقات الشبكة العنكبوتية على امتداد الكرة الأرضية كلها، وتعمل فيه «الكمبيوترات» الأشد قوة وذكاء وتطورا وأضخم الحواسيب المنتمية إلى فئة «سوبر كمبيوتر» القادرة على كسر الشفرة في كل أنواع الاتصالات سواء سلكية أو تليفونية أو كابلات إنترنت، وعلى تخزين وفحص وترتيب وتصنيف مليارات المعلومات في الثانية الواحدة، ومتصلة بـ«شبكة المعلومات الشاملة»..
إذن هي حرب من أجل الاستئثار بالبيانات المتاحة على الشبكة العنكبوتية، ومعرفة اهتمامات الجماهير واتجاهاتها، ثم تحليل هذه البيانات، وفهم توجهات الأفراد والأسواق من أجل التحكم فيها بل بطرائق التفكير أيضا، وهي أكبر صناعة قائمة الآن.
copy short url   نسخ
27/12/2021
2651