اختتمت أمس الفعاليات المصاحبة لتدشين دار الكتب القطرية، والتي تمثلت في عدد من الندوات النقاشية والورش التعليمية، بالإضافة إلى معرض الكتاب الذي احتضنته حديقة الدار، وتواصل منذ تدشينها بتفاعل جماهيري كبير.
وقد شهدت فعاليات معرض الكتاب توافد العديد من الأسر والعائلات في أمسيات الشهر الكريم الذي اتسم بالأجواء الشتوية المميزة، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في إنجاح تلك الفعالية.
وتوافد على المعرض بعض المدارس التي قامت بالعديد من الجولات سواء داخل أروقة الدار والتعرف على ما تحويه من كتب أثرية ومجلات ومخطوطات تراثية أو زيارة المكتبات المشاركة بالمعرض، وقد زار مجموعة من الطلاب بعض الأجنحة المشاركة ومن بينهم جناح مكتبة «بجة» حيث قامت المسؤولة عن الجناح بتعريف هؤلاء الطلاب على ما تضمه المكتبة من كتب مهمة.
من جانبها قالت عائشة التميمي- مسؤولة بدار نبجة للنشر والتوزيع: قمت بتعريف الطلاب على دار نبجة وهي أول دار قطرية مختصة في كتب الأطفال، من عمر 4 وحتى 12 عاما، موضحة انها استعرضت لهم بعض الكتب والقصص الملهمة والتي تلامس تراثنا ومن بينها «سعد أصغر نوخذة في الخليج»، و«بركات بقرات أمي»، و«حي بن يقظان»، و«ن نخلة» و«مذكرات سدرة» وغيرها من الكتب.
وتابعت: زارنا مركز أدب الطفل وعدد من المدارس، وفيما يتعلق بزيارة اليوم تحديداً كانت لمركز أدب الطفل، وبينت التميمي أنها قامت باستعراض كتاب «سعد أصغر نوخذة في الخليج» بما أنها أحدث إصدارات المكتبة، حيث أشارت إلى انها استعرضت لهم كيف أن سعد الطفل الصغير، الذي أراد أن يصبح نوخذة مثل والده، لكن والده أبلغه أن المشوار لا يزال طويلاً وبه العديد من التحديات، بينما رحب سعد بتلك التحديات في سبيل أن يكون نوخذة كوالده.
وأضافت: هناك العديد من الكتب الأخرى التي تعرف الأطفال بتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا القطرية الأصيلة، مبينة أن هناك القصص التي تعرف الأطفال بمفرداتنا ومصطلحاتنا القطرية القديمة والتي لا يزال منها موجوداً إلى الآن.
وحول بعض الكتب الأخرى التي تعرف عليها الطلاب وجمهور المعرض قالت: هناك الكتب التي تستعرض عن تاريخنا الحديث وإنجازات قطر في العصر الحالي، ومنها كتاب «خطوط الخيوط» ويسلط الضوء على كأس العالم قطر 2022، للكاتبة أسماء الكواري، ومن الكتب القيمة أيضاً كتاب «ن نخلة» وهو الأكثر انتشاراً ومبيعاً، للكاتبة أسماء الكواري أيضًا، وكل هذه الكتب استعرضناها للزوار وبالأخص الأطفال حيث اننا نستهدف الأطفال للتعريف بماضيهم وحاضرهم.
وشهدت دار الكتب القطرية على مدار الأسبوع الماضي توافدا ملحوظا من عشاق الكتب والقراءة والمهتمين بالشأن الأدبي، كما حضر العديد من الزوار والمهتمين ندوات وورش الدار التي نظمت على هامش حفل التدشين، ويأتي إعادة افتتاح دار الكتب القطرية في إطار استراتيجية وزارة الثقافة لنشر المعرفة، ودعم جهود الدولة للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية، إذ تعد الدار من أقدم المكتبات الوطنية في منطقة الخليج العربي.
وتهدف عملية التطوير الشاملة التي خضعت لها دار الكتب القطرية إلى تعزيز قدرتها على استقبال القراء والباحثين بانتظام، ودعم دورها كمركز ثقافي متكامل يلبي احتياجات الباحثين والمهتمين بالتراث، ويوفر لهم إمكانية الاطلاع على مجموعاتها الغنية من الكتب والوثائق.
ومن المقرر أن يزداد حضور الدار بحلتها الجديدة في الحياة الثقافية من خلال العديد من الأنشطة، منها المشاركة في معرض الدوحة الدولي للكتاب لعرض أبرز إصداراتها، وإطلاق برامج ومبادرات متنوعة تعزز الحراك الثقافي، ومنها ملتقيات للمؤلفين والناشرين، بالإضافة إلى افتتاح قاعة استقبال جديدة ومتجر لبيع الكتب يخدم جمهور القراء والمثقفين.
وتضم دار الكتب القطرية، التي تأسست عام 1962، مجموعة غنية من الكتب والمخطوطات النادرة، بما في ذلك أكثر من 1200 مخطوطة في مجالات متنوعة مثل الفلك، والحساب، والطب، والكيمياء، باللغات العربية، والفارسية، والتركية. كما تحتوي الدار على دوريات قديمة منها أول إصدارات للصحف وخرائط تاريخية، مما يجعلها مصدراً ثميناً للباحثين والمهتمين بالتراث.