+ A
A -
داليا الحديدي
كاتبة مصرية
- هو يبيض أسنانه أو يقومها على حسابه، فلم تحاسبه؟
إن لم تتمكن من تنظيف لسانك أو أسنانك، فلتصمت عمن ينظفهما، كي لا يظهر سواد قلبك وصفار أسنانك معًا.. عدونا واحد هو الحقد.
- هي تضع شعرا مستعارا اشترته من كيسها، فلا تحاسبها على علاجها الكيماوي أو مرض الثعلبة أوعلى أنيميا حادة أو سواها من أمراض ستجرحها لو استنطقتها لترضي فضولك بمعلومات تضطرها لأن تطلعك عليها، اتركها بحالها.. عدونا واحد هو الفضول.
- هي تغطي شعرها بطرحة، لا داعي لأن تتهمها بالفجور أوالأصولية أو الداعشية أو أن «تنقرزها» بأن هذا ليس حجابًا. بالمناسبة هي لم تعلق يافطة مكتوب عليها «أنا المحجبة الفاضلة»، فلا داعي لنصائحك، فإنك لا تعرف خبايا ظروفها. إنه مجرد وشاح ثم إنها لم تدّعِ أن ملابسها تجسد الأنموذج الإسلامي، وتأكدي أيتها الناقدة أن ملابسك الأكثر حشمة لو شاهدها الرسول صلى الله عليه وسلم لربما خالك من الأعاجم. إن فشلنا في تعامل إسلامي ناجح، فلا أقل من تعاطي إنساني غير مؤذٍ.. عدونا واحد هو التربص بالآخرين.
- إلحاق جارك لصغاره بمدارس دولية أو اقتنائه لشاليه بمدينة «نيس» بفرنسا لا يعني أنه سرق من دخلك، فلا تطعن في فيلته، حتى لا يطعن الأفقر منك في شقتك.. عدونا واحد هو النفسنة.
- هو أدى العقوبة التي أنزلت به ثم خرج من السجن كفارة.. لك ألا تزوجه من ابنتك أولا توظفه في متجرك أولا تؤجر له غرفة بمسكنك، لكن كف لسانك عن تشويه سمعته، فقد دفع فاتورة إثمه، بينما غرقنا نحن مع عشرات الذنوب التي نسيناها فلم نستغفر عنها.. عدونا واحد هو أكل لحوم البشر «الغيبة».
ألا زال حياً؟ لقد عاصر أيام الهكسوس.
لا يستطيع أحد أن يأخذ زمانه وزمان غيره، إنها أعمار مقدرة بحكمة الله، فلم التجريح؟
إنه لم ينتقص من أيامك لتطول سنواته؟
فكيف تطعن في هَرِم أو مُسن؟
وفرضًا تمنى العجوز الموت، ترى ستستجيب له المنية كخادمة مطيعة؟ عدونا واحد هو الجهل.
كيف نحلت لهذا الحد؟
لم زاد وزنه بهذه الدرجة؟
لم أصبحت ضخمة كلاعبي السومو ثم كيف نحفت؟
احسب أنها أجرت عملية تكميم أو تحويل مسار. كان شكلها تعسا، لكن الفلوس لها فعل السحر. ثم لا يهدأ حتى ينشر صورة الضحية «قبل وبعد» ليشفي قلبه من جراء رؤية أحد بوضع افضل.
تذكر توعد الله للهمزة اللمزة بالويل، وإياك أن تنسى قصة انتحار نجمة شهيرة خافت من سماع مثل هذا الهراء يتداول عن سيرتها، فأخرست حياتها كونها كانت متيقنة من عجزها عن إخراس الألسنة.
آهٍ لو تعلم أنه مدون بصحيفتك بسهم في غمد خاصرة حياتها. بالمناسبة، السمين لم يعض رغيفك ولم ينتقص من صحن طعامك بل لم يمسسه.
والنحيف لم يجري جراحة من رصيدك كما لم يشترك في نادي صحي من خالص راتبك.. عدونا واحد هو المعايرة.
- هو يتحدث العربية كعود مخلوط بروائح العجم، لا تصب عليه من نار غضبك وتنصب نفسك راعي للعربية، فتدعي أن دفاعك مناطه أنك ظهيرًا للغة أهل الجنة.
أخا العرب، هون عليك، لربما عاش الرجل أو درس بالخارج أو بمدارس دولية أو لربما قضى نصف عمره مغتربًا أوعمل بمؤسسات أجنبية اضطرته لممارسة الأجنبية لفترات طويلة فاعتاد على الأمر، ثم أنني أهمس لك.
لم تتجاوز عن كلمة «سوبر ماركت» فيما تغضب من «جروسوري»؟
لم تقبل «بوك» المحفظة بالعامية وتستاء من «بوشات» وكلاهما أعجمي؟
لم تمرر «موبايل» الأجنبية بل تستسهلها عن «جوال» رغم عروبتها؟
وأضف لمعلوماتك أن راديو، تليفزيون، سينما، كربرتير، كابوت، لاب توب، كومبيوتر وآلاف المصطلحات التي نستخدمها يوميًا لا تمت للعربية بصلة، فما الهدف من وصم من يستخدم مصطلحا أجنبيا تجهله بالتفرنج.
copy short url   نسخ
25/12/2021
1212