تعتبر وجبة السحور من الوجبات الأساسية خلال شهر رمضان، إذ تُمد الجسم بالطاقة والعناصر الغذائية الضرورية، وتساهم في تعويض النقص الحاصل في السوائل والمغذيات خلال ساعات الصيام الطويلة، كما تحمي من المشاكل الصحية الناتجة عن استنزاف مخزون الجسم من العناصر الحيوية، مما يجعلها ركيزةً لا غنى عنها لصيامٍ صحي ومريح.
وتؤكد أخصائية التغذية دانة نصار، من مركز الوعب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية ان أهمية السحور لا تقتصر على الجانب الصحي فحسب، بل لها بُعدٌ إيماني عميق. فقد حثّ الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه الوجبة في حديثه الشريف:
«إِنَّ السَّحُورَ بَرَكَةٌ أعطاكموها اللَّهُ فَلَا تَدَعُوهَا» (رواه النسائي). والبركة هنا تشمل الزيادة في الخير والصحة، حيث يُعين السحور الصائم على تحمّل الجهد البدني ويخفف الشعور بالإعياء. ومن السُنّة تأخير السحور إلى ما قبل أذان الفجر، لتعظيم فائدته في إمداد الجسم بالطاقة لأطول فترة ممكنة أثناء الصيام.
«مكونات السحور المثالية»
ولتحقيق الاستفادة القصوى من وجبة السحور، يُنصح بالتركيز على العناصر التالية:
-التمر: حيث يُعد سُنة نبوية وغذاءً مثالياً، لاحتوائه على سكريات طبيعية تمدّ الجسم بالطاقة، ومعادن كالبوتاسيوم والمغنيسيوم التي تحمي من الإرهاق.
- الكربوهيدرات المعقدة: مثل خبز القمح الكامل والشوفان والبقوليات (كالفول والعدس)، والتي تُهضم ببطء، مما يضمن الشعور بالشبع ويحافظ على استقرار مستوى السكر في الدم.
- البروتينات والألياف: كالبيض والزبادي واللبن الرائب، والتي تدعم صحة الجهاز الهضمي وتُقلل الانتفاخ والإمساك.
-السوائل الصحية: ويُفضل شرب الماء تدريجياً (من الإفطار إلى السحور) وتجنّب شرب كميات كبيرة دفعة واحدة. كما يُنصح بالابتعاد عن المشروبات الغازية والمنبهات كالشاي والقهوة لاحتوائها على الكافيين المدر للبول.
- الفواكه والخضراوات: مثل الخيار والبطيخ، لاحتوائها على الماء والألياف التي تُخفف العطش وتنظم الهضم.
«ممارسات يجب تجنبها»
وتضيف أخصائية التغذية دانة نصار ان هناك ممارسات يجب تجنبها خلال السحور مثل تجنب الأطعمة المالحة كالمخللات والمكسرات المملحة، لأنها تزيد الشعور بالعطش.
وكذلك الحلويات والسكريات كالقطايف واللقيمات، التي تؤدي إلى ارتفاع سريع في السكر يتبعه انخفاض حاد، مما يُسبب الجوع والإرهاق.
والابتعاد عن الوجبات السريعة لاحتوائها على الدهون غير الصحية التي تُسبب التخمة واضطرابات النوم. وعدم الإفراط في الأكل من خلال تناول كميات كبيرة من الطعام؛ لأنه يرهق الجهاز الهضمي ويُزيد الشعور بالعطش.