غزة- قنا- أكد الهلال الأحمر القطري دور قافلة «شريان الحياة 1» متعددة التخصصات التي وصلت إلى غزة مؤخرا، وتضم وفدا طبيا متخصصا في تقديم التدخلات الطبية للمصابين والمتضررين من العدوان الإسرائيلي الأخير، وتحسين الخدمات الصحية التي تأثرت بشكل كبير من تدمير الاحتلال القطاع الصحي في القطاع.
وأشار الدكتور محمد صلاح إبراهيم مساعد الأمين العام للإغاثة والتنمية الدولية في الهلال الأحمر القطري، رئيس الوفد الطبي، إلى أن القافلة تضم أطباء متطوعين في تخصصات جراحة المخ والأعصاب وجراحة العظام واليد والرعاية التجميلية، حيث باشروا عملهم فور وصولهم القطاع في مستشفيات وزارة الصحة الفلسطينية لمتابعة الحالات المرضية والتحضير لإجراء العمليات الجراحية للمصابين والمرضى، موضحا أن اختيار التخصصات الطبية في القافلة جاء بناء على طلب وزارة الصحة في غزة واحتياجاتها الرئيسية.
وشدد إبراهيم، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية «قنا»، على أن عمل الوفد الطبي ستكون له آثار إيجابية وكبيرة على المصابين والمتضررين، خاصة إصابات الجروح الخطيرة والحروق وإصابات العظام والأعصاب، منوها إلى ما سيشكله الوفد الطبي من نافذة أمل للجرحى والمرضى، وما سيسهم به في تحسين الخدمات الصحية في القطاع في ظل استهداف الاحتلال للمستشفيات وتدميرها خلال العدوان، والنقص الكبير في الأدوية والمستهلكات الطبية اللازمة لعمل المستشفيات.
وذكر أن قافلة «شريان الحياة 1»، التي سيستمر عملها أسبوعين داخل القطاع، تتكون من عدد من الأطباء في مؤسسة حمد الطبية، وأطباء متطوعين من خارج دولة قطر، وهي تمثل جانبا من استمرارية الجهود التي يبذلها الهلال الأحمر القطري لتطوير منظومة القطاع الصحي في غزة، مشيرا إلى أن القوافل الطبية من المشاريع المهمة والاستراتيجية التي يعمل عليها الهلال، حيث يجري التنسيق لعدد آخر منها في الفترة القادمة.
وحول تقييمه للحالة المعيشية والإنسانية بعد دخول الوفد لقطاع غزة، وصف إبراهيم الوضع بالسيئ والصعب جدا، حيث قال: «ما شاهدناه من دمار وخراب في كل أنحاء قطاع غزة أصابنا بالحزن، وما هو موجود لا يستطيع أهل القطاع التعايش معه ولا يوفر لهم أي خدمة من الخدمات التي يفترض أنها خدمات أساسية، وما شاهدت غير الدمار فكل القطاعات الحياتية سواء الصحية أوالتعليمية أوالخدمية جرى استهدافها إذ لا يوجد ما يمكن أن يستفيد منه السكان».
وأضاف: «الناس هنا يعيشون فقط على المساعدات التي تصلهم من الخارج، وهي بالكاد تكفي أمام الحاجة الكبيرة، لا سيما تلك التي لها علاقة بالغذاء أو الملابس الشتوية وأدوات الإيواء والتدفئة، خاصة في ظل إغلاق المعابر وحالة الضغط التي يمارسها الاحتلال على غزة، فضلا عن احتياجات أخرى ليست بسيطة وتحتاج لدعم أكثر من الذي يتم تقديمه حاليا»، محذرا من خطورة وتداعيات استمرار الكيان الإسرائيلي إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات إلى القطاع.
وأبرز رئيس القافلة الآثار السلبية الكبيرة لقرار الاحتلال إغلاق المعابر ووقف إدخال المساعدات على عمل الهلال الأحمر القطري، حيث أرسل كميات كبيرة من المساعدات من دولة قطر إلى الأردن، غير أنه لم يتم إدخالها لغزة حتى الآن، ولا يمكن إدخال أي شيء، لافتا إلى أن المساعدات تضم أدوية خاصة بمرضى السرطان، ومستهلكات طبية، ومواد غذائية، مشددا على أن إغلاق المعابر خطير إذا استمر لفترات طويلة، ما يستدعي من الهلال الأحمر القطري التفكير في التخطيط من جديد والعمل على التنسيق مع المنظمات والمؤسسات المحلية الموجودة داخل القطاع لتقديم ما يمكن تقديمه من خدمات ومساعدات من داخل غزة إذا كانت موجودة.