+ A
A -
جريدة الوطن

بمجرد أن يهل شهر رمضان المبارك، وتبدأ نسائم الصيام والقيام والتراويح وتجتمع العائلات والأسر على مائدة واحدة.. يشعر الجميع بالدفء وبأجواء مميزة واستثنائية، وهناك من يتذكر طفولته وأول أيام الصيام، واللعب في الفريج مع «الربع» والجيران، فيما يحرص الآخرون على بناء ذكريات جديدة، ولكن في النهاية يتسابق الكل على الطاعات والعبادات وتحصيل الأجر والثواب بالمداومة على القرآن والذهاب إلى المساجد.

ومثل الكثيرين يحرص خليل بن أحمد المهندي رئيس الاتحاد القطري لكرة الطاولة، رئيس الاتحادَين العربي والآسيوي، النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي على زيادة أعماله وطاعاته بآداء فريضة العمرة والتوجه فور انطلاق السباق الرمضاني إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة بصحبة الأهل والعائلة، وقضاء أوقت جميلة في الحرم المكي والإستمتاع بهذه الأجواء الروحانية الفريدة قبل العودة من جديد لاستكمال رمضان في الدوحة.

لكن ما سر هذا التقليد السنوي، وكيف هي تفاصيل بقية أيام شهر رمضان، وماهي أصعب وأبرز المواقف التي تعرض لها المهندي المعروف بتنقلاته الكثيرة حول العالم بسبب مناصبه في الاتحاد الدولي لكرة الطاولة.. الإجابة نعرفها من خلال السطور التالية في هذا اللقاء عبر ملحق الوطن الرياضي.

} في البداية نرحب بك عبر صفحات الوطن الرمضاني.. ونبدأ بسؤالك ماذا يمثل شهر رمضان لخليل المهندي..؟

- بالتأكيد يمثل كل شيء جميلا، ففيه نشعر فيه بأجواء روحانية مختلفة ونجتمع سوياً كأفراد العائلة الواحدة على مائدتي الإفطار والسحور مهما كانت الإنشغالات وظروف ومشاغل الحياة، وشخصياً أحرص على ختم القرآن كل أسبوع خلال شهر رمضان إضافة إلى الورد اليومي بعد كل صلاة مفروضة.. كما أحرص على التواجد في المسجد بشكل مبكر قبل صلاة التراويح التي تخطف قلبي وأشعر فيها براحة وسعادة كبيرة جداً هي وصلاة الفجر التي اذا غبت أجد أهل الفريج وأصدقاء المسجد يتساءلون عن سر غيابي ويحاولون الاطمئنان علي جميعاً وهذا أمر يسعدني جدا.

} وفي رأيك هل يوجد فارق بين شهر رمضان حاليا وزمان أول..؟

- بالتأكيد هناك فوارق كبيرة جداً، فالزمن تغير واهتمامات الأجيال المتعاقبة أيضا.. فضلًا عن أن ضغوط الحياة كانت أقلَّ بكثير من الآن، وبالتالي كانت الفرصة سانحة أكثر للقاءات الأهل والأصدقاء في أجواء أسرية جميلة.

لكن يبقى رمضان هو رمضان بروحانياته وطاعاته وعباداته والتسابق الدائم بين كل المسلمين من أجل عمل الخير والتنافس في الأعمال الصالحة أيضا وكما قال المولى عز وجل خيرُ من ألف شهر.

} وماذا عن أهم الذكريات والمواقف التي لا تنسى..؟

- ذكريات التواصل بشكل يومي مع الأصدقاء والجيران في المنطقة التي نقيم فيها، وكنت أحب السهر كثيرًا خلال هذه الفترة، وكنا نلتقي خلال فترة الليل خلف سوق واقف، وكان الوقت يمر سريعًا في اللعب وجلسات السمر، وبعد ذلك كنا نتجمع على كورنيش الدوحة عقب صلاة الفجر ونقضي أوقاتًا جميلة حتى الساعات الأولى من الصباح.

} ماذا عن الطفولة..؟

- كنت في مدرسة الخليج العربي خلال المرحلة الابتدائية وكنا نقيم وقتها في منطقة أم غويلينة وكنا نتجمعُ في الحي مع الأصدقاء، فضلًا عن السباقات التي كنا نخوضها في ليالي رمضان سواء فيما يخصُ السباقات الرياضية، أو حتى التسابق في الصيام وأداء الصلوات المُختلفة.

} وهل كانت هناك مواقف طريفة مع أفراد العائلة...؟

- أتذكر بالتأكيد وجبه السحور التي كان تجمع أفراد العائلة في الساعات الأولى من الصباح وإصرار الوالدين على تواجد الجميع حتى الأطفال ونحن صغار رغم تفضيل البعض النوم وعدم الاستيقاظ لتناول وجبة السحور.. لقد كانت أيام جميلة أعتقد أنها بدأت تتوارى في السنوات الأخيرة مع انتشار المطاعم والوجبات الجاهزة، والانشغال بالعديد من وسائل الترفيه ووسائل التواصل الاجتماعي.

} كيف كانت تجربتك الأولى مع الصيام..؟

- التجارب الأولى مع الصيام، مليئة بالمواقف الطريفة والذكريات التي لاتنسى.. وشخصياً بدأت الصيام عندما كان عمري 10 أو 11 عامًا تقريبًا ولم تكن هناك صعوبة كبيرة للصيام رغم صغر سنِّي وقتها، وذلك لأننا كنا نسهر حتى الساعات الأولى من الصباح وننام بعدها معظم أوقات النهار، وإذا كانت هناك صعوبات في تلك الفترة فإنني أؤكد أن هذه الصعوبات هي التي تساعد على تكوين الإنسان وبداية انتقاله من فترة الطفولة إلى مرحلة الشباب والرجولة، لأنها تساعد على تخطّي الصعاب.

}بالنسبة لسفراتك خارج الدوحة هل سبق وأن قضيت رمضان خارج قطر..؟

- بالتأكيد سنوات كثيرة وكانت المرة الأولى التي أصوم فيها خارج قطر في إسبانيا عام 1982، خلال منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم، ورغم أنني كنت في الجامعة خلال هذه الفترة إلا أنني سافرت إلى إسبانيا ضمن وفد إعلامي ضم يوسف سيف ومحمد علي المهندي والمخرج الراحل فتحي أبو زيد، ورغم الصعوبة التي واجهناها جميعًا خلال هذه الفترة إلا أننا تمسكنا بالصيام حتى عدنا إلى الدوحة.

} ومتى كان آخر رمضان خارج قطر..؟

- كان ذلك في مدينة دوسلدورف الألمانية عام 2017 وكنت حاضراً معنا محمد.. حيث أقيمت فعاليات الجمعية العمومية للاتحاد الدولي، وكان الأمر بالغ الصعوبة؛ لأن ساعات الصيام وقتها وصلت إلى 19 ساعة تقريبًا والمشكلة أننا كنا نحضر اجتماعات منذ الصباح الباكر وسط أجواء وطقس بارد جداً، وكانت هذه الاجتماعات تتواصل حتى آخر النهار.

} هل كان الأجانب يسألونك عن موضوع الصيام..؟

- رغم صعوبة الأمر علي لكنني كنت حريصًا على الصيام لأنني في النهاية أنقل صورة المسلم في ظل التساؤلات العديدة التي كنت أتلقاها بالفعل من الزملاء الأعضاء الأجانب في فترات «الراحة» بعد الاجتماعات المطوّلة عن عدم تناولي للطعام والشراب، وكنت أحرص على الإجابة المستفيضة عن كل هذه التساؤلات التي تلقيتها.

} بالنسبة لأسهل الأيام وأصعبها في الصيام خارج قطر ماهي..؟

- أذكر أنه منذ حوالي 13 عاماً تقريبًا غادرت الدوحة صائمًا متوجهًا إلى سنغافورة وذلك من أجل حضور أولمبياد الشباب، وبالفعل أمسكت عن الطعام قبل رحلة الطيران مباشرة وأفطرت بمجرد وصولي إلى سنغافورة، وبالتالي كانت فترة الصيام قصيرة جدًا ولم تزد على تسع ساعات، ولم أنتبه إلى أن الوضع سيكون معكوسًا تمامًا خلال رحلة العودة.

} ما الذي حدث لدى عودتك..؟

- أمسكت في سنغافورة قبل الطيران وبعد رحلة الطيران الطويلة فوجئت أنني وصلت إلى الدوحة فجرًا، وبالتالي كان أمامي 16 ساعة أخرى سأقضيها صائمًا، وبالتالي صمت في هذا اليوم أكثر من 24 ساعة بسبب حساباتي الخاطئة، لأنه كان من المفترض أن أمسكَ قبل وصولي إلى الدوحة بساعة واحدة فقط.

} كلمة أخيرة..؟

- نسأل الله أن يرزقنا القبول ويختم أعمالنا بالصالحات ويبلغنا أيام رمضان أعوام عدة..وكل عام والشعب القطري والإسلامي بخير إن شاء الله.

copy short url   نسخ
07/03/2025
10