+ A
A -
يعقوب العبيدلي
عرفنا ونحن في ريعان الشباب الفنان التشكيلي القطري القدير يوسف أحمد، هامة كبيرة في هذا الفن، وركن ركين من أركانه، وأحد مشاهيره ورموزه، حبينا من مثلي والجيل اللي في عمري الفن التشكيلي من حبنا وإعجابنا بالفنان يوسف أحمد ولوحاته المؤثرة، ورسوماته الناطقة النابضة بالحياة. كان سوق الفن التشكيلي غير مزدحم في قطر، إلا من الرواد الذين صنعوا للفن التشكيلي الشيء الكثير، صنعوا العجائب بمثابرتهم وحبهم وعطائهم وتفانيهم ومبادراتهم، جعلوا للفن التشكيلي كيانا ولمعانا وجمالا وحضورا، ومهدوا الطريق للمواهب المتعاقبة، وفجروا طاقاتها نحو التميز، وكل جهد عملوه من خلال أدواتهم ورعايتهم وكل حقل فرشوه وكل طريق مهدوه يشهد لهم ويسجل في صحائفهم وميزان حسناتهم.
الفنان القدير يوسف أحمد يوصل لك الفكرة بريشته الناعمة، وبألوانه المتناغمة، يأسرك بلوحاته، ويأخذك باحترافية إلى عوالمه، لأنه الأستاذ والفنان ونحن التلاميذ، المتخصص في فنه، والمتمكن من أدواته، تحلو ذكريات الماضي ولو كانت مرة معه، يذهب بعبقريته عنها المرارة ويصب عليها باحترافية وتمكن «صوص» خاص به من السكر والعسل ويحيل المرارة إلى شهد وفالوذج، ويجعل من الصورة أصلاً.
معرض «محلات» للفنان القدير يوسف أحمد المقام في متحف «محمد بن جاسم» بمتاحف مشيرب ويستمر لمدة ثلاثة أشهر يضم (34) لوحة فنية ترصد أشهر الشوارع والمحلات التي كانت موجودة في منطقة مشيرب في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات، ويعد محاولة فريدة لاستلهام عبق الماضي وجمال المكان، وأجواؤه المرتبطة بوجدان كل من عاصر تلك المرحلة من تاريخ قطر، كما تعكس اهتمام الفنان القدير يوسف أحمد بالموروث القطري، وعناصر البيئة المحلية، إضافة إلى أن المعرض يمثل استمرارية الفنان في ارتباطه بالماضي وتطلعه للمستقبل من خلال توفير مساحة للجيل الحالي للتعرف عن قرب على ماضي آبائه وأجداده، ولنا من مثلي والحيل متني للعودة إلى ذلك الزمن الجميل.
معرض محلات يثير العاطفة ويفجر الحنين، ويشفي القلب الحزين، بلوحاته وجماله وعوالمه من الذكريات المؤنسة، ويحكي لكم قصصا من منطقة مشيرب وشارع الكهرباء «بعيداً عن فيوز القلب محروقة، في قلبي ضربني ماس» بل عن ذكريات جميلة، كل لوحة في المعرض تتحدث عن نفسها، وكل لوحة لها قصة، وما قصة تشبه الأخرى، ولو كان موضوع المعرض واحداً. معرض محلات للقدير الفنان التشكيلي القطري يوسف أحمد له حلاوة وأن عليه لطلاوة، وأنه لمثمر ومغدق، يسمو بلوحاته ومعانيها ومضامينها، ويأخذ بمجامع القلوب، وما ترك جميلاً إلا قدمه وكحل به عيون عشاق الفن التشكيلي وعشاق الجمال وزوار المكان وأنا منهم، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
28/11/2021
2185