+ A
A -
اجتاحت لعبة (POKEMON GO) العالم أجمع بشرقه وغربه، حيث أصبح الكل يتجول بهاتفه الذكي بحثاً عن شخصية خيالية ولكنها واقعية في الوقت نفسه. حيث تعتمد اللعبة التي طرحتها شركة ننتندو، والمستلهمة من مسلسل «بوكيمون» الكرتوني على تقنية الواقع الافتراضي. فهي باختصار قطعت شعرة معاوية بين العالم الذي نحييه ولا نحياه.
إن فكرة اللعبة تقوم على ملاحقة البوكيمونات التي تظهر على شاشة الهاتف الذكي، واصطيادها في أماكن حقيقية. وكلما اصطدت عددا أكبر حصلت على مميزات أكثر. ولذلك ليس غريباً أن تمتلئ المجمعات التجارية بالبشر ليس بغرض التسوق أو التسكع ولكن لاصطياد البوكيمون! وليس مستغرباً أن يزداد عدد رواد المساجد لملاحقة البوكيمون! ولا تتعجب إذا طرق أحدهم باب منزلك لكي يستأذن الدخول للقبض على بوكيمون طليق في فناء منزلك! والأسوأ من ذلك أن يقف أحدهم في منتصف الطريق ليلتقط البوكيمون الهارب قبل أن تدهسه السيارات بعجلاتها! والأمر المضحك المبكي أن يقول لك موظف حكومي ان ملفك ينقصه بوكيمون لكي يعتمد المدير الطلب!
كل هذا قد يهون.. إلا أن يستوقفك عزيزتي المرأة، رجل ذو هيبة في مقتبل العمر ويطلب منكِ بكل أدب ليس رقم هاتفكِ بل ان يلتقط البوكيمون الواقف على كتفك الغض!! وأنت عزيزي الرجل إذا نظرت إليك امرأة حسناء بكل دلال وبشكل مطول، فلا يذهب فكرك بعيداً فهي تنظر إلى البوكيمون الواقف فوق رأسك!! باختصار هي لعبة سرقت بلا شك ما تبقى لنا من عقل.
ولكن أعود واستدرك الأمر بأنه لا أنا ولا غيري له الحق في مصادرة ولع الشباب بهذه اللعبة فهم خلقوا لغير زماننا فعلينا أن نتفهم اختياراتهم ونحترمها. ومن يقول بحرمتها لأن الشخصيات تحمل اسماء آلهة مرة، وأنها تفسد الأخلاق في مرة أخرى، وانها مضيعة للوقت والمال في مرة جديدة، فهذا والله من باب التضييق طالما ليس هناك نص شرعي. فكم من حرام حللتموه، وكم من حلال حرمتموه. فلم أنس حتى هذا اليوم أن كل صور الذكريات حرقتها بناء على فتوى تحريم التصوير، واليوم صوركم انتم يا من حرمتم علينا ذلك تملأ كل مكان، خاصة إذا ما علمنا أن من سبب نجاح اللعبة انها عادت بالشباب إلى زمنهم الماضي القريب وذكرياتهم مع اللعبة نفسها عندما كانت ورقية وذلك قبل عصر التكنولوجيا.
العبوا مع ابطالكم المفضلين من شخصيات البوكيمون طالما انكم لم تأذوا أحدكم، ولم تكفروا غيركم، ولم تفجروا انفسكم. بل أنه ما أحوجنا للعبة على غرار (POKEMON GO) ولكن تحمل اسم «فساد كو»، «محسوبية كو»، «ظلم كو»، «عنصرية كو»، «طائفية كو» حيث يقوم كل لاعب باصطياد المساوئ لكي نعيش في واقع أجمل من واقعنا.

بقلم : ماجد الجبارة
copy short url   نسخ
14/07/2016
3112