أخيرا بدأنا نستفيد من مقومات السياحة المتوفرة لدينا، ونحضر ونشاهد فعاليات هذا القطاع الحيوي وهو ينمو ويكبر يوما بعد يوم، ويجعل من قطر وجهة سياحية متميزة، يفد إليها الأشقاء من دول الجوار والأصدقاء من دول أخرى حول العالم، وذلك بجهود استثنائية تبذلها قطر للسياحة وابتكار فعاليات فريدة لتنشيط السياحة الداخلية بقدر ما تجذب السائحين من خارج الدولة، هذا التطور يشعر به كل مواطن ومقيم، ما من أحد إلا حضر فعاليات مشوقة خلال الفترة الأخيرة، وليتأكد من جديد بما لا يدع مجالا للشك أن القيادة الشابة قادرة على تطوير القطاعات الحيوية بالدولة، ومنها قطاع السياحة الذي تغير كثيرا إلى الأفضل بجهود مشكورة من سعادة السيد سعد بن علي الخرجي رئيس قطر للسياحة، وفريق العمل معه.
من بين هذه الفعاليات التي تستهوي السائحين ويحرصون على حضورها الفعاليات الترفيهية، ولذلك حرصت قطر للسياحة على أن تجعل الترفيه حاضرا في كل فعالياتها بما في ذلك المعارض والمهرجانات، وحتى لا يكون الحديث عن هذا التطور مرسلا، أذكر بعض الفعاليات التي تم تنظيمها وكنا في حاجة لها، منها الحفلات الموسيقية التي أقيمت في سيلين الشهر الماضي، وفعالية رأس بروق التجربة الصحراوية الفريدة، وتضمنت العديد من الأغنيات الشعبية والتراثية التي تفاعل معها الجمهور المتذوق للتراث والفن الجميل، واستمتع الحضور بعروض الدرون المذهلة، والألعاب النارية الشائقة، وجذبت آلاف الزائرين من قطر وخارج قطر، وتم تسويق المنطقة سياحيا، فضلا عن تنشيط السياحة الداخلية وتوفير أنشطة مفيدة للشباب.
نجاح هذه الفعالية بهذا المستوى الرائع في جذب الشباب يدفعنا لأن نقترح على قيادات قطر للسياحة تكثيفها وتنظيم العديد مثلها في سيلين وبقية المناطق الأخرى المشابهة لها لتستقطب شبابنا إليها حتى ينصرفوا بعيدا عن تلك الألعاب والهوايات الخطيرة مثل التطعيس على الكثبان الرملية التي أزهقت أرواح الكثير منهم، وجلبت الحزن العميق لأسرهم.
نقترح أيضا تطوير هذه الفعاليات للشباب بتنظيم فعاليات ثقافية ترفيهية تجذبهم وتوسع مداركهم وتحفزهم على الإبداع، كأن تقيم مسابقات لأفضل ابتكار أو اختراع يفيد الإنسانية والمجالات كثيرة لهذا النوع من الفعاليات، ونحن على ثقة بأن مثل هذه المسابقات ستكتشف مواهب خلاقة ومبدعة بين شبابنا إذا ما توفرت لهم البيئة المناسبة.
لا ننسى مهرجان الأغذية الذي كان بحله جديدة ومختلفة عن النسخ السابقة من حيث حسن التنظيم والأفكار الجديدة، ومهرجان المناطيد الذي شاركت فيه فرق الطيران الدولية والمحلية، ويشاهدها آلاف الزوار الذين جاءوا من خارج قطر فضلا عن المواطنين، فهذه المهرجانات تزداد تألقا عاما بعد عام.
أيضا أقترح رصد جوائز لأفضل سائح وليكن الاختيار لمن زار قطر لمجرد السياحة أكثر من مرة، بحيث يساهم الفائز فيما بعد في الترويج السياحي لقطر داخل بلاده أو البلاد التي يزورها أو من خلال حساباته على منصات التواصل الاجتماعي وغيرها.
نحن على ثقة بأن القيادات الشابة في قطر للسياحة الذين حققوا هذه النقلة لنوعية الكبيرة في المشهد السياحي القطري لديهم الكثير من الأفكار الخلاقة التي ستدفع بقطاع السياحة إلى الأمام أكثر، فالشكر لكل من يتفانى في عمله من أجل الوطن والمواطن.
بقلم: آمنة العبيدلي