سعدت كغيري من الجمهور الكثيف بزيارة الأسابيع الثقافية التي نظمتها وزارة الثقافة لعدد من الدول العربية الشقيقة في درب الساعي، بعد أن تقرر مواصلة نشاطه طوال العام، لقد بدأت هذه الأسابيع بالأسبوع الثقافي المصري تلاه الأسبوع العراقي وبعده السعودي، حيث قدموا كنوزا من تراث دولهم وموسيقاه وأحدث إصداراته من الكتب الثقافية والفكرية، وعروضا فولكلورية شيقة ومعارض فنية تم اختيارها بعناية لتثري الذائقة الجمالية لدى الجمهور، ومن المؤكد أن هناك أسابيع عربية أخرى في الطريق، مما يعزز التعاون الثقافي بين قطر والدول الشقيقة، فضلا عن فعاليات إبداعية أخرى من دول صديقة لتعزيز حوار الثقافات وتعاون الحضارات ومد جسور المعرفة بين قطر ودول العالم.
هذه الفعاليات المحلية والعربية والدولية التي تقام في الدوحة بانتظام جعلت من قطر منارة حضارية وعاصمة ثقافية بامتياز، يشار إليها بالبنان، فالثقافة شأنها شأن الاقتصاد والرياضة والتعليم والصحة من حيث الاهتمام بها، لذلك بجهود المخلصين من لجان ومراكز وإدارات في الوزارة سوف نستمتع دائما بالمزيد من الحراك الثقافي الذي اشتقنا له كثيرا، سوف نزداد تميزا في الفعاليات الثقافية، عهد ذهبي بدأ للثقافة وبدأنا نحصد ثماره.
بصمات سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة واضحة على هذا الوهج والتألق الثقافي من حيث كثافة الفعاليات ومضمونها الرصين واختيار الموضوعات، وتواجده في مقدمة الحضور لهذه الفعاليات التي تنظم تحت إشرافه وبتوجيهاته أعاد جمهور الثقافة إلى الندوات والمهرجانات والمعارض والأمسيات والملتقيات الثقافية، وعززت مشاركات المثقفين والمبدعين القطريين بعد عزوف أو فتور لا تخطئه عين.
لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنّ القيادات الشابة والطاقات الحيوية هي مطلب المرحلة، بهم تتحقق الاستدامة، وعلى عاتقهم تقام مرتكزات رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠، وفي صدارتها التنمية البشرية، وهذه بدورها لكي تتحقق لابد أن يتوفر لها من بين ما يتوفر التنمية الثقافية.
كجمهور عايشنا نجاح وفعاليات معرض الكتاب في دوراته الأربع الأخيرة، وقد اتسمت بالثراء في الكم والكيف، وظفرت بجمهور كبير، لما قدمت من محتوى راق يحفِّز الإبداع ويوسِّع آفاق التفكير ويثري الخيال، ولا ننسى فعاليات ملتقى المؤلفين القطريين الذي قدم لنا وجوها جديدة، وبشكل عام أصبح المثقف القطري له مكانة بارزة في أنشطة الوزارة.
نحن نعيش هذه الأيام أيضا فعاليات النسخة الرابعة من موسم الندوات الذي تنظمه الوزارة بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للدراسات ليلتقي فيه الجمهور مع نخبة من المثقفين والباحثين والأكاديميين من الداخل والخارج في حوار عميق ورصين حول ما يميز الثقافة العربية والإبداع العربي وما قدمته الأمة العربية من معارف شتى في مسيرة الإنسانية، تحية تقدير إلى الوزارة وعلى رأسها سعادة الوزير وكل إداراتها التي نجحت وتؤدي رسالتها بإخلاص في خدمة الوطن والثقافة.
بقلم: آمنة العبيدلي