+ A
A -
وقع الخلاف بين الزوجين بعد عشرة دامت خمسة عشر عاما، وأنجبا على فراش الزوجية اربعة أبناء، وكانت الحياة تسير برتابة، الزوجة أستاذة متخصصة وتتقاضى مرتبا عاليا، تعرفت في الطائرة على شاب راق لها حديثه وأسلوبه وأمانته، وسال لعابه حين رأى ذهبها وأناقتها واطلع خلسة على شهادة راتبها وهو العاطل عن العمل، فبدأ يخطط للتقرب منها، طلب رقم هاتفها، وتحادثا على مدى عام، وقعت في معسول الكلام، وبدأ الغرام فالخطبة فالزواج.
رافق زوجته إلى مقر عملها، هي تعمل بالخارج وهو بالمنزل، أنجبا ولدين وابنتين، عاش الرجل في نعيم زوجته وحين أنهيت خدماتها بدأ يتربص لها، باحثا عن سبب للانفصال، صبرت عليه تعمل وتنفق على أسرتها وتتحمل إهانته إلى أن نفد صبرها، حين انهال ضربا عليها حين حاولت الدفاع عن أولادها وهو يعذبهم، فرفعت شكواها في صحيفة دعوى قالت فيها:
يا ذا القاضي أَمامَ عَينِكَ امرأةٌ
ضُمَّت عَلى الشَكوى المَريرَةِ أَضلُعُها
ورجل اعتاد على التوبيخ منذ طفولته
ولا يفتأ في كل حديث أن يعنفها
تزوجته رغم فارق التعليم والثقافة
وحفظته في حياته وأنجبت له زهرتها
أربعة من البنين والبنات هم للحياة زينتها
يا سيدي القاضي.. ضاقت بها الحياة عنده
بعد أن هجر فراشها سبع سنين دأبها
عاطل عن العمل تنفق عليه وأرهقها
لم أعبه فهو والد الأبناء وإن أخفى ضرتها
يا سيدي القاضي.. ما أقسى أن تضرب
كفيفة ولا تعرف كيف ترد لليد ضربتها
صبرت سبع سنين وضاقت بي الدنيا
طلبت التسريح بإحسان فلا أمسك
بمعروف ولا أقام للمعيشة حرمتها
يا سيدي القاضي جاءتك طالبة خلعه
لما أصابها من أذى أرهق بصيرتها
فاحكم بيننا وأنت تمثل العدل
وليكن في حكمك نصرتها.
استمع القاضي للشاكية حتى فرغت من بوحها إلى أن انتهت إلى القول: نعم أنا كفيفة يا سيدي القاضي، لكن بصيرة بأمور الدين والدنيا وعزها من قبيلتها.
الزوج: يا سيدي القاضي، أعترف بأنها سليطة اللسان قوية الحجة، ولا طاقة لي بمجاراة بوحها، فكما ترى هي كفيفة وأنا من يقوم بخدمتها، فلا حق لها بحضانة أطفال ولا بنفقة ولا مؤخر صداق، وضربها لم يكن مبرحا، وهجري لها لتمنعها.
القاضي: ابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها. فاختاروا حكمين أحدهما كفيف والآخر مبصر، وخلص تقريرهما إلى التفريق بينهما، وكان حكم المحكمة فسخ العقد للشقاق بلا مال، فحرمت البنت من مؤخر الصداق، فهل هذا جائز قانونا وشرعا؟
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
19/07/2021
2541