تواصلت أمس الثلاثاء منافسات المجموعة الأولى ضمن بطولة القلايل للصيد التقليدي في نسختها الرابعة عشرة القلايل 2025 داخل محمية لعريق..وتُعد بطولة القلايل للصيد التقليدي، التي تُقام خلال فبراير من كل عام، من أهم البطولات وأكثرها تشويقًا، حيث تتيح ممارسة حقيقية للمقناص كواقع، وتعكس مهارة القناص القطري في طرق الصيد التقليدية الموروثة، والمعروفة في الثقافة العربية والقطرية على وجه الخصوص.
وتقام بطولة هذا العام برعاية صندوق دعم الأنشطة الاجتماعية والرياضية "دعم"، وتحت مظلة المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، ويشارك فيها هذا العام 16 فريقًا مقسمة إلى 4 مجموعات، حيث تستمر حتى 25 فبراير الجاري.
وخلال منافسات اليوم الثاني لأولى المجموعات، حافظ فريق التحدي على تصدره المجموعة بعد تفوقه أمس، ليضيف إلى رصيده في اليوم الثاني 180 نقطة نتيجة صيد 6 حبارى، مسجلًا بذلك 420 نقطة عن اليومين السابقين. وجاء فريق العسيلة في المركز الثاني برصيد إجمالي 270 نقطة عن يومي الصيد، بعد أن أضاف لرصيده السابق 120 نقطة نتيجة صيد 4 حبارى، فيما حلّ الزعيم في المركز الثالث برصيد 150 نقطة بعد أن أضاف 90 نقطة لرصيده السابق عقب صيده 3 حبارى، ليبقى الظعاين في آخر المجموعة برصيد 30 نقطة فقط بعد عجزه عن إضافة نقاط جديدة لرصيده السابق.
وتستمر منافسات المجموعة الأولى حتى مساء الخميس المقبل، وذلك من أجل صعود الفريق الأعلى في عدد النقاط لخوض المنافسة النهائية خلال الفترة من 22 إلى 25 فبراير.
من جانبه، قال السيد محمد بن نهار النعيمي، نائب رئيس بطولة القلايل والرئيس التنفيذي، إن منافسات اليوم الثاني تؤكد جدارة فريق التحدي في المنافسة، ليثبت أنه بالفعل حامل بيرق البطولة، وأن الأداء الكبير الذي يقدمه يؤكد ذلك، معربًا عن أمله في أن تستمر المنافسات قوية حتى النهاية، لأن التفوق في يومين لا يعني حسم التأهل، فقد يصعد فريق آخر إذا بذل مجهودًا أكبر وأعاد ترتيب أوراقه.
وأشار النعيمي إلى أن المجموعة لا تضم فريق التحدي فقط، بل هناك فرق قوية يمكنها العودة إلى المنافسة مثل العسيلة والزعيم، لكن حتى الآن لم يقدم الظعاين الأداء المأمول رغم امتلاكه أعضاء ذوي خبرة في المقناص.
وأضاف النعيمي أن وجود أربعة فرق في كل مجموعة يعزز المنافسة ويتيح للمشاركين تحقيق نقاط أكبر، لافتًا إلى أن اللجنة تحرص على ترسيخ الاحترافية التي وصل إليها القناص القطري، حيث يثبت تاريخ البطولة على مدى 14 عامًا ذلك، مؤكدًا أن بطولة القلايل قائمة على النزاهة وتجمع الصقارين من قطر ودول الخليج، مما يجعلها بطولة فريدة من نوعها على مستوى المنطقة.
وأعرب محمد النابت، عضو فريق التحدي، عن فخره واعتزازه بمشاركة الفريق في بطولة القلايل للصيد التقليدي، مؤكدًا أن الفريق حقق إنجازًا مهمًا العام الماضي بفوزه ببيرق البطولة، ويسعى للحفاظ عليه هذا العام. لكنه شدد على أن البطولة لا تقتصر على المكاسب المالية فقط، بل تسعى لإحياء التراث القطري والخليجي وتعزيز الموروث الثقافي المتعلق بالصيد التقليدي.
وأوضح النابت أن المنافسة تتطلب مستوى عاليا من التعاون والتكامل بين أعضاء الفريق داخل محمية لعريق، حيث يؤدي كل فرد دوره بشكل متكامل لضمان النجاح الجماعي. وأضاف أن الفريق يحرص على الحفاظ على تقدمه، حيث تبقى المنافسة بين الفرق شديدة، مما يجعل كل جولة تحديًا جديدًا يتطلب الحفاظ على التركيز والعمل الجماعي لضمان التفوق المستمر.
من جهته، أكد محمد ناصر المري، قائد فريق الزعيم، أن فريقه استعد جيدًا لخوض المنافسات، حيث بدأ التحضيرات فور إعلان القرعة، من خلال تدريب الأعضاء وتجهيز وسائل التنقل المناسبة داخل المحمية. وأوضح أن الفريق اعتمد على الهجن إلى جانب تجهيز حصان للمشاركة، مع وجود ثلاثة أعضاء مدربين على ركوب الخيل، مما يمنح الفريق مرونة في التعامل مع طبيعة التضاريس الصعبة داخل المحمية.
وأشار المري إلى أن فريق الزعيم ليس بعيدًا عن البطولة، حيث إن معظم أعضائه سبق لهم المشاركة ضمن فريق «السيلية»، الذي حقق مراكز متقدمة، مثل المركز الثالث عام 2015 والمركز الثاني عام 2020. وأكد أن هذه التجربة عززت من جاهزية الفريق، الذي دخل البطولة هذا العام باسم جديد مع الحفاظ على الروح التنافسية ذاتها، إلى جانب تدعيم الصفوف بعناصر جديدة لتعزيز الأداء وضمان تحقيق أفضل النتائج.
وأضاف المري أن دخول الخيل في البطولة ليس أمرًا جديدًا، فقد تم استخدامها في دورات سابقة داخل المحمية، حيث مارس المشاركون الصيد من خلالها بمهارة. وأوضح أن الصيد بالصقور أثناء ركوب الخيل ليس صعبًا كما قد يتصور البعض، بل هو جزء من تقاليد القنص التي مارسها الأجداد، ويتطلب تناغمًا بين الفارس والصقر لتحقيق أفضل النتائج. وأضاف أن الفريق يضم ثلاثة أعضاء مدربين على ركوب الخيل، مما يمنحهم ميزة إضافية خلال المنافسات، ويسهم في تعزيز الأداء داخل المحمية، مشيرًا إلى أن تفوق فريق في جولة لا يعني خروج الفرق الأخرى من المنافسة، بل إن الزعيم سيعود بقوة في الجولات القادمة.
وأكد المري أن البطولة تتميز بمستوى تنافسي عالٍ، حيث يمكن أن يتغير ترتيب الفرق في أي لحظة، مما يجعل المنافسة مفتوحة للجميع حتى اللحظات الأخيرة. وأضاف أن فريق الزعيم يمتلك الخبرة والجاهزية للعودة بقوة في المراحل القادمة وتحقيق أفضل النتائج، مشددًا على أن الروح المعنوية للفريق عالية، وهم عازمون على التنافس بقوة للحفاظ على فرصهم في التتويج بالبيرق.
في السياق ذاته، قال سعيد مبارك المانع، عضو فريق الظعاين: «نحن سعداء بالمشاركة في البطولة، وقد دخلنا المحمية بتجهيزات وافية، لكن يبقى أن نعلم أن الصيد رزق من الله».
وأكد المانع أن بطولة القلايل، رغم صعوبتها، تظل تجربة تراثية مميزة تعكس روح المقناص التقليدي وتعزز ارتباط المشاركين بتراثهم وهويتهم القطرية. كما شدد على أن الفريق يخوض المنافسة بروح عالية وطموح كبير من أجل تحقيق نتائج مميزة والمنافسة بقوة على بيرق البطولة.