+ A
A -
بهاء رحال كاتب فلسطيني

يواصل الاحتلال التصعيد في الضفة الفلسطينية، وَفق رؤية عدوانية ممنهجة، من خلال تنفيذ سياسة الاغتيالات بقصف الطائرات والاجتياح والخراب الكبير والقتل العمد والاعتقالات، ويعمل على تقطيع أوصال المدن عن بعضها وعن القرى والمخيمات، ببوابات حديدية وحواجز عسكرية، وأبراج وكاميرات مراقبة، وفق سياسة الخنق والفصل العنصري التي جعلت التنقل أمرًا مستحيلًا أمام الفلسطيني، بحيث بات يحمل المشقة وطول ساعات السفر والعناء، كما باتت الحواجز العسكرية نقاط لإذلال الفلسطينيين والتنكيل بهم عبر ممارسات رعناء من قبل الجنود، في حين استباح الاحتلال كل المدن والقرى والمخيمات باجتياح يومي في الليل والنهار، وهو يعمد على تضييق الخناق الاقتصادي وحرية الحركة والتنقل، كما يواصل عمليات سرقة الأرض لصالح المستوطنات، عبر مخططات القضم والضم والتهويد التي لا تقتصر على مدن الضفة، بل تستهدف بالأساس القدس، بكل ما فيها من مقدسات ومن موروث إنساني فلسطيني ووجداني، وبكل ما فيها من إرث حضاري عميق

مدن معزولة عن بعضها وعن قراها ومخيماتها، مستباحة كل الوقت بيد الخراب والتدمير الممنهج، وعقلية الفصل العنصري والتطهير العرقي، وأمام ذلك كله يبقى الرهان الفلسطيني على صبر الناس وصمودهم، ولكن الرهان وحده ليس كافيًا، بل إن الناس بحاجة إلى مقومات دعم وإسناد للبقاء والصمود، وهذا يستدعي تكاتفًا فلسطينيًا وعربيًا، ومواقف دولية أكثر جدية في التعامل مع عنجهية الاحتلال التي لن تتوقف، طالما لم تجد من يمنعها ومن يقف في وجهها، فهي ماضية في سياسة التخريب والقتل والتدمير، وهي قائمة على عقلية التطهير العرقي والعنصرية والإرهاب.

copy short url   نسخ
04/02/2025
25