حالة اليوم تتصل بما قاله «كيث كيلوج» مبعوث الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» الخاص بأوكرانيا. ففي مقابلة إعلامية قال «كيلوج» «إن الولايات المتحدة تريد من أوكرانيا إجراء انتخابات، ربما بحلول نهاية العام». وأضاف «أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأوكرانية التي تم تعليقها في ظل الحرب مع روسيا يجب أن تتم، فعظم الدول الديمقراطية تُجري انتخابات في أوقات الحروب، ومن المهم فعل ذلك. وأعتقد أن ذلك في صالح الديمقراطية. هذا هو جمال الديمقراطية الراسخة. وهناك أكثر من مرشح محتمل».
ومعنى الكلام واضح. أميركا ترى أيام «زيلينسكي» معدودة، وأن الوقت قد حان ليرحل لكي تصل الحرب بين بلاده وروسيا إلى نهايتها. فـ«بوتين» - وإن أعلن عن استعداده للتفاوض إلا أنه لن يتفاوض على تسوية نهائية مع «زيلينسكي» - يريد من «ترامب» أن يخرجه من كييف مثلما أعطى هو الضوء الأخضر ليخرج الأسد من دمشق.
تلك هي لعبة الأمم بحذافيرها. واحدة بواحدة، وصفقة بصفقة، ورأس زيلينسكي مقابل رأس الأسد. اختار «بوتين» أن يكلم «ترامب» باللغة التي يفهمها. ولهذا بدأ «ترامب» بالزن على «زيلينسكي» بتذكيره بالاستحقاقات الانتخابية المتأخرة وبقائمة جديدة معدة من المرشحين.
يرتب الأميركيون مع الروس الآن لهدنة مؤقتة إلى أن تجري الانتخابات في كييف. وبعد أن يصل رئيس جديد هناك إلى السلطة، يمكن الاتفاق على تسوية شاملة. هكذا تمضي العلاقات الدولية. لو تعارك فيها الكبار، يدفع الصغار الثمن. أما لو توافقوا فعادةً ما يكون الثمن أكبر. ولهذا لن يكون غريباً لو انتهت 2025 «وزيلينسكي» خارج السلطة.