سمير البرغوثي
صحفي وكاتب أردني
قبل خمسين عاما.. كانوا فتيانا في الأغوار يعبرون النهر محملين بالبنادق ويمدون أجسادهم جسورا ليعبر الرفاق، لم يطل المقام بهم ورحلوا إلى جنوب لبنان شبابا يافعين يدقون الكعب كلهم جاهزون.. وبعد عقد وإثر حصار لبيروت قاوموا عن عاصمتهم.. التي وفرت لهم ما جعلهم يشكلون ثورة عالمية فطاردهم الموساد فاغتال أنشط قياداتهم وأكثرهم شراسة في السلام والحرب. غسان كنفاني 1972، الذي حين تم اغتياله قالت غولدا مائير رئيسة الكيان الصهيوني آنذاك «لقد تخلصنا من كتيبة دبابات» تلاه.. أبو يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان عام 1973، وبعدهم الأمير الأحمر أبو علي حسن سلامة زوج جورجينا رزق.. ملكة جمال لبنان عام 1978.. وماجد أبو شرار في روما وغيرهم العشرات.. وغادر الباقون بيروت إلى تونس ولحقهم الموساد إلى هناك واغتال أبو جهاد وأبو إياد وعددا من الثوار البررة.. وواصل من بقي الحياة من الرجال الذين واصلوا المسيرة وعاشوا حتى اليوم وما زالوا هم يشكلون المجلس المركزي لمنظمة التحرير وعليه يعول التطوير وهم:
محمود عباس الرئيس أبو مازن (87 سنة)، نايف حواتمة (87 سنة)، أحمد جبريل (84 سنة)، فاروق القدومي (91 سنة)، ياسر عبدربه (78 سنة)، سليم الزعنون (89 سنة)، أحمد قريع (85 سنة)، زهيرة كمال (78 سنة)، صالح رأفت (79 سنة)، عزام الأحمد (78 سنة)، رفيق النتشة (88 سنة)، حنان عشراوي (77 سنة)، تيسير خالد (82 سنة)، قيس أبو ليلى (82 سنة)، زكريا الاغا (81 سنة)، عبدالرحيم ملوح (78 سنة)، حنا عميرة (80 سنة)، أسعد عبدالرحمن (78 سنة)، رياض الخضري (79 سنة)، محمد النشاشيبي (90 سنة)، محمد غنيم «أبو ماهر» (87 سنة)، أبو أحمد فؤاد (79 سنة)، طلال ناجي (79 سنة).
هؤلاء هم أعضاء المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.. أعتقد أنه حان الوقت ليستريحوا.. ويسلموا الراية للشباب في الأربعينات.. فهذا العدو يحتاج إلى القلوب التي تقف بقسوة في وجهه.. نعم كفيتوا ووفيتوا وحقكم على أبنائكم أن تستريحوا..
لعل من يديرون الحوار بعدكم يصلون إلى نقطة التقاء نحتاجها في هذه المرحلة!