+ A
A -
جريدة الوطن

الدوحة /قنا/ في محطة بارزة من محطات الدعم الأخوي غير المحدود، الذي تقدمه دولة قطر للأشقاء في سوريا، وفي خطوة تعكس الالتزام الراسخ بهذا الدعم الذي تتبناه القيادة القطرية، تأتي زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اليوم، إلى الجمهورية العربية السورية الشقيقة. وتعتبر زيارة سمو الأمير لدمشق أول زيارة يقوم بها قائد دولة للعاصمة السورية منذ سقوط النظام السابق في الثامن من ديسمبر الماضي، ومن المقرر أن يبحث صاحب السمو أمير البلاد المفدى في دمشق مع فخامة السيد أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة، العلاقات بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها في مختلف القطاعات والمجالات، وبناء شراكة مستقبلية تعود بالنفع على البلدين وشعبيهما الشقيقين. وتحمل زيارة سمو الأمير للعاصمة السورية العديد من الرسائل والمؤشرات؛ كونها تأتي في لحظات تاريخية فاصلة في تاريخ الشعب السوري الشقيق، وفي مرحلة مفصلية يحتاج فيها إلى كافة أنواع الدعم لإعادة بناء دولته وفق أسس تصون كرامته وحقوقه، وتؤمن مصالحه وتطلعاته وطموحاته المشروعة، كما تؤكد أن دولة قطر ستبقى دائما إلى جانب الشعب السوري في سعيه للسلام والعدالة، مع استعدادها للتعاون مع الإدارة السورية الجديدة في مختلف الملفات الدولية، وفي مقدمتها رفع العقوبات عن سوريا. وكانت دولة قطر سباقة في التواصل رفيع المستوى مع الإدارة السورية الجديدة، ففي السادس عشر من يناير الجاري قام معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بزيارة لدمشق، اجتمع خلالها بقصر الشعب مع القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا، وجرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، ومناقشة آخر التطورات في سوريا، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وجدد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية موقف دولة قطر الداعم لوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، وتحقيق تطلعات شعبها الشقيق في العيش الكريم وبناء دولة المؤسسات والقانون. وأعرب معاليه، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا ، عن ترحيب دولة قطر بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الإدارة السورية الجديدة في المحافظة على سلامة المدنيين، واستقرار مؤسسات الدولة، وضمان استمرار الخدمات العامة، وأعرب معاليه عن بالغ سعادته لوجوده في دمشق واستئناف العلاقات القطرية السورية بعد انقطاع دام نحو 13 عاما، مؤكدا استمرار دعم دولة قطر للشعب السوري الشقيق. وفي الخامس من يناير الجاري، زار الدوحة وفد سوري رفيع المستوى، ضم سعادة السيد أسعد الشيباني وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة، وسعادة السيد مرهف أبو قصرة وزير الدفاع، وسعادة السيد أنس خطاب رئيس جهاز الاستخبارات، وعقد الوفد لقاءات منفصلة مع معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن حسن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع، وسعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير الدولة للتعاون الدولي، وجرى خلال هذه اللقاءات استعراض الموقف القطري الثابت في دعم الشعب السوري الشقيق، والوقوف على أهم الاحتياجات على المستويين الإنساني والتنموي في سوريا، فيما استمع الجانب القطري للعديد من الإحاطات حول الأوضاع الحالية في سوريا، وخطط المرحلة المقبلة بالنسبة للإدارة السورية.

copy short url   نسخ
30/01/2025
120