+ A
A -
كتبت - آمنة العبيدلي
هلَّ علينا بالخير والبركات شهر الصيام والطاعات، والدعوات إلى الله بأن يحفظ قطر أميرا وحكومة وشعبا، ومن جماليات هذا الشهر الإكثار من الطاعات، لكن به عادات جميلة توارثناها عن الأجداد يفوح منها عبق التاريخ،
ونسترجع منها ذكريات الماضي الجميل، إحياء للتراث القطري الأصيل، منها إعداد خبز الرقاق الذي تزدان به المائدة القطرية يوميا في وجبتي الإفطار والسحور ويصنع منه الثريد.
إذن هذا الخبز الشهي واللذيذ يلقى رواجا كبيرا هذه الأيام، مع حلول الشهر الفضيل ويتواجد بكميات كبيرة في الأسواق والمجمعات والمولات التجارية، لكن السيدات يفضلن شراء الرقاق وقت إعداده وهو ساخن،.. «الوطن» قامت بجولة في الأسواق قبيل رمضان بساعات، وتنقلت بين المولات وسوق واقف، لرصد حركة بيع وشراء الرقاق.
وكانت البداية مع السيدة أم جاسم التي كانت تشتري الرقاق فسألناها عن مدى إقبالها عليه فقالت: نحن نشتري الرقاق طوال العام، وهو متوفر باستمرار لا ينقطع من الأسواق، ولكن الإقبال عليه يزداد أضعافا مضاعفة هذه الأيام التي تسبق شهر رمضان، فالناس تشتريه من الآن بكميات كبيرة لأنه من المكونات الأساسية للثريد الذي يتصدر المائدة القطرية في كل بيت خلال شهر رمضان، ومن الناس من يحب أن يتناوله مع البيض والجبن أو مدهونا بزيت الزيتون أو مع العسل، أي أن استخداماته لا تقتصر على إعداد الثريد فقط، وإن كان هو الغالب هذه الأيام.
وحول ما تفضل قالت: من الأفضل أن نشتريه طازجا ساخنا، لكن لا مانع من شراء هذا الموجود الآن، ولا بأس فرغم أنه تم إعداده مسبقا لكن تفوح رائحته الذكية من الصناديق الكرتونية المحفوظ فيها، غير أن الكثير من العائلات كما ذكرت يفضلون شراءه من السيدات اللاتي يقمن بإعداده أمام الزبائن مباشرة، حيث يشعر هؤلاء الزبائن بمتعة عبق التراث وذكريات الماضي العريق.
أما السيدة أم ناصر فقد لا حظنا أنها اشترت كميات قليلة فسألناها عن السبب فقالت إنني أفضل شراءه من السيدات اللاتي يقمن بالطهي أمام الزبائن، وبما أن هذه عادات توارثناها من مئات السنين فإن الناس يفضلون استنشاق رائحة الطحين والعجين قبل وبعد خبزه، وهي تنبعث من التاوة التي يتم نشر العجين عليها بعد إشعال النار تحتها، وفي مشهد السيدات الخبازات وهن يفرشن على التاوة أو الطابي عجين الرقاق المعد من مكوناته الأساسية وهي الطحين والملح والماء.
هؤلاء السيدات الخبازات لا يقمن بإعداد هذا الخبز فقط، ولكن أيضا يقمن بمهمة ثقافية هي إحياء التراث والتذكير بالموروث الشعبي وعلينا أن نشجعهن لأن المدنية طغت وأصبحت تنافس الإعداد اليدوي للرقاق.
كان اللقاء الثالث مع مها محمد التي قالت: لم أبالغ في الكميات استجابة للنداءات التي سمعناها في وسائل الإعلام بعدم التبذير في رمضان، فالرقاق متواجد طول الوقت سواء في رمضان أو غير رمضان، لكن الإقبال عليه يزداد هذه الأيام نظرا لأنه من الأكلات الرئيسية في وجبة الإفطار والسحور أيضا، وأضافت إنني أقوم بإعداد خبز الرقاق في البيت جيدا، وعن المكونات الأساسية التي تستخدمها للعجينة: قالت هي الطحين والماء والملح، ولوجبة واحدة لإعداد الثريد نحتاج أربعة أو خمسة أكواب من الدقيق بالإضافة إلى الملح والماء ويعجن الدقيق بالماء في وعاء العجين حتى تصبح العجينة رخوة مطاطية لفردها على المخبز، وعجين الرقاق لا يحتاج إلى تخمير ولكن يخبز بعد العجن مباشرة.
copy short url   نسخ
14/04/2021
843