+ A
A -
خالد وليد محمود
كاتب عربي
توقفت مليًّا عند جُملة ذكرت في مقرر مناهج البحث في العلوم السياسية مفادها أن العرب بدأوا الاهتمام بالبحث العلمي مع بدايات النصف الثاني من القرن العشرين واستفادوا منه في تطوير واقعهم بشكل واضح.
ومما درسناه في الجامعات أن أوروبا في القرون الوسطى كانت غارقة في ظلام الجهل بينما الفكر العربي الإسلامي كان يفجّــر كبرى ينابيع المعرفة في الطب والرياضيات والمثلثات والفلك والكيمياء. وأيضا أن الغرب نقل التراث الإسلامي، وأضاف إليه إضافات جديدة حتى اكتملت الصورة، وظهرت معالم الأسلوب العلمي السليم في إطار عام، يشمل مناهج البحث المختلفة وطرائقه في مختلف العلوم، التطبيقية والإنسانية.. درسنا عن ابن خلدون والفارابي وابن سينا وابن رشد..
لكن أين نحن اليوم وما الذي حصل؟ فلطالما كانت هذه الأمة منارة العلم والبحث، وكانت تحتل مكان الصدارة في مجالات علمية عديدة، نراها اليوم في ذيل الأمم. وإن حالة كهذة أظن بأنه لا يفيد معها مليون مقال عن الماضي الغابر والمجيد، وعن حضارة مغروسة بعمق التاريخ 7 آلاف أو 8 آلاف سنة! فكل ذلك يبقى كلاما فارغا لا معنى له في ظل التخلف الحضاري والعلمي والفكري الذي نعاني منه.
قد يسأل سائل: كم من الوقت يلزم بلدا من البلدان كي يثب من براثن التخلف إلى مصاف الدول المتقدمة؟ وربما يجيب أحدهم بالقول: سنغافورة تقدم أجوبة حبلى بالعبر عن هذا السؤال الجدلي، رغم أن أي
إنّ المسافة الزمنية بين التخلف والتقدم ليست قرونا بالضرورة، كما أن الاستعمار ليس مشجباً على الدوام، لتعليق إخفاقات الحاضر على واقع أمتنا وحالنا العربي من المحيط إلى الخليج. الإحصاءات تشير إلى تدن حاد في نسبة الإنفاق على البحث العلمي عربيا مقارنة مع الدول المتقدمة، إذ أن نسبة ما ينفقه المواطن العربي على البحث العلمي يبلغ 4 دولارات سنويا تقريبا، مقابل 930 حجم إنفاق المواطن في أميركا، و972 حجم انفاق الفرد الإسرائيلي! ثمة مقولة تصلح لحالنا منسوبة للزعيم السنغافوري «لي كوان يو» حيث قال: كنتُ أهتم بالاقتصاد أكثر من السياسة، وبالتعليم أكثر من نظام الحكم، لقد اتخذت قرارا شجاعا، جعلت موازنة وزارة التعليم أكبر من موازنة وزارة الدفاع! وهنا بيت القصيد.
copy short url   نسخ
14/10/2020
2056