+ A
A -
جريدة الوطن

حلت دولة قطر في المرتبة الأولى بالشرق الأوسط من حيث جذب تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية بالربع الثاني من عام 2022 وفقا لبيانات أسواق الاستثمار الأجنبي المباشر «إف دي آي ماركتس» FDi Markets التابعة لمؤسسة فاينانشال تايمز العالمية. وأظهرت نشرة أسواق الاستثمار الأجنبي المباشر أن دولة قطر استقطبت 71 % من مجمل الاستثمارات الأجنبية في الشرق الأوسط خلال الربع الثاني من عام 2022، مما ساهم بتوفير 6680 فرصة عمل في 11 مشروعا مختلفا، باستثمارات بلغت قيمتها 19.2 مليار دولار أميركي.ووفقا لوكالة ترويج الاستثمار في قطر فإن قطاعات البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات، وخدمات الأعمال، والخدمات المالية، والنفط والغاز بالدولة، حلت في المراتب الأولى بقائمة أكثر القطاعات جاذبية للاستثمارات الأجنبية. وبحسب وكالة ترويج الاستثمار فإن دولة قطر تواصل عبر الإصلاحات التشريعية، تحسين بيئة الأعمال فيها من أجل تيسير إنشاء الأعمال الجديدة واستقطاب المواهب إلى القطاعات الجديدة، وقد حققت الدولة، خلال عام 2021، تقدما ملحوظا في مجال إصلاحات قوانين وبيئة العمل. وفي تطور تشريعي هو الأول من نوعه في المنطقة، فرضت قطر حدا أدنى غير تمييزي للأجور، ينطبق على كافة العمال، من كافة الجنسيات، وعبر سائر القطاعات، متضمنة العمالة المنزلية. وقد أشاد الأمين العام لاتحادات العمل العالية بهذه الخطوة التاريخية، ودعا الدول الأخرى في المنطقة للاقتداء بقطر. كما خطت الدولة خطوات مهمة في نواحٍ أخرى، متضمنة التفتيش حول شؤون العمل، وأنظمة السلامة والصحة في العمل، وإلغاء تصاريح الخروج. وخلال 2021، كانت الولايات المتحدة أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي في قطر بنسبة 22 %، بما يعادل 246 مليون دولار. وحلت سويسرا في المرتبـــة الثانيــــــة بنسبـــة 14 % من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، تليها قبرص، والكويت. ومن بين الدول الأخرى التي استثمرت في قطر، نجد الهند، وألمانيا، وكندا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، والإمارات العربية المتحدة، وغيرها.وفي عام 2021 برهنت دولة قطر عن مرونة اقتصادها، وقد استفاد المستثمرون من الموقع الاستراتيجي للدولة، وبيئتها الابتكارية الحيوية والصديقة للأعمال، من أجل توسيع أعمالهم في المنطقة، وفي عملياتهم، وخلق وظائف ذات جودة للسكان المحليين، واستقطاب المواهب العالية إلى قطر.ووفر تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر خلال عام 2021 أكثر من 4200 وظيفة جديدة في الدولة، ومعظم تلك الوظائف كانت في قطاع البرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات، حيث يولد هذا القطاع قرابــــة 20 % من اجمالي الوظائف الجديدة، كما وفرت مواد البناء والأطعمة والمشروبات، وخدمات الأعمال، والاتصالات عددا لا بأس به من الوظائف الجديدة في 2021. وذلك بالتزامن مع نشاط كبير لكلٍ من وكالة ترويج الاستثمار والمناطق الحرة- قطر ومركز قطر للمال لجذب الاستثمارات الأجنبية. ويتوقع التقرير السنوي لوكالة ترويج الاستثمار أن يتعافي الاستثمار الأجنبي المباشر عاليا بعد انحسار تأثير جائحة كورونا غير أنه أشار إلى أن العوامل السياسية والاقتصادية والبيئية ستؤثر على البيئة المستقبلية للاستثمار الأجنبي المباشر، حيث سيبرز الاستثمار المستدام كأولوية رئيسية لدى الدول والشركات، ومع أخذ هذه الاتجاهات بعين الاعتبار، أنشأت قطر بيئة ملائمة للمستثمرين، بهدف دفع عجلة التنمية المستدامة، واستقطاب المستثمرين الواعين بهذه الممارسات. وقد سرعت تجرية الجائحة من التزام الدولة بتعزيز القدرات الإنتاجية والابتكارية حيث توفر استراتيجيات قطر في مجالي التنويع الاقتصادي ومراعاة البيئة فرصا وفيرة للمستثمرين الملتزمين بالاستدامة، ممن يسعون للموازنة ما بين تحقيق الربح وحماية البيئة، وقد وضعت الدولة، في إطار رؤية قطر الوطنية 2030 وبغية تسريع تحقيق أهداف التنويع الاقتصادي أهدافا طموحة في مجال الاستدامة. وهي تتضمن زيادة حصة الطاقة الشمسية إلى أكثر من 20 % من مجمل الطاقة المستخدمة بحلول عام 2030، وتحسين الكفاءة في مجال استخدام المياه، وتحسين نوعية الهواء، وتعزيز سبل إدارة المخلفات والتدوير، وتوسيع مساحة المناطق الخضراء، وسيكون الاستثمار الأخضر مفتاح تحقيق تلك الأهداف، كما خطت بيئة الشركات الناشئة في قطر خطوات مهمة في مجال تعزيز الفرص للشركات الناشئة. إذ أطلقت وزارة الاتصالات برنامج «تسمو» الرامي لتوسيع نطاق قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطر من خلال إيجاد روابط ما بين القطاعين العام والخاص، وتوفير التمويل، وتمكين الشركات الناشئة. وتعد واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا لاعبا آخر أطلق العديد من المبادرات لتبني الابتكار في الدولة، بما يتضمن إنشاء شراكات مع بنك قطر للتنمية ومايكروسوفت. جدير بالذكر أن التمويل المتاح للشركات الناشئة قد ازداد بشكل كبير في قطر وتمت الإشارة إلى مركز التكنولوجيا المالية في قطر بصفته ثاني أكبر مستثمر في المنطقة. بالإضافة لذلك، وبالرغم من الجائحة، نجحت قطر في توفير قوة دفع لإطلاق برامج ومبادرات وفعاليات جديدة، وإنشاء شراكات جديدة من شأنها التشجيع على الابتكار التكنولوجي، وتحديث بيئة الشركات الناشئة. وقد تم عقد عدد من الفعاليات على غرار قمة قطر للتكنولوجيا المالية، وأسبوع قطر للابتكار، ومؤتمر ومعرض قطر لتكنولوجيا المعلومات «كيتكوم» وهو أكبر معرض لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطر. يذكر أن وكالة ترويج الاستثمار في قطر تشرف على أنشطة ترويج الاستثمار تحت العلامة التجارية «Invest Qatar»، وتعمل كمظلة وطنية لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر. ومن خلال تنسيقها الوثيق مع منصات الترخيص القطرية، تساعد الوكالة الشركات على تعزيز طموحاتها، وتحقيق النجاح على المدى الطويل، عبر تقديم الدعم، والمشورة، والخبرة اللازمة.وتهدف الوكالة إلى تسليط الضوء على دولة قطر كوجهة استثمارية استثنائية، وتعريف المستثمرين الدوليين بفرص الأعمال المربحة، فضلا عن دفع عجلة التنمية الاقتصادية للدولة، وتحقيق أهداف التنويع الاقتصادي. وتعتبر «إف دي آي ماركتس» قسما متخصصا في مؤسسة فايننشال تايمز المحدودة، حيث إنها توفر الرؤى والتحليلات حول التوسع العابر للحدود، والاستثمار الداخلي الأخضر، والاستثمار الأجنبي المباشر. وتوفر قاعدة معلومات نشرة أسواق الاستثمار الأجنبي المباشر فيها نظرة شاملة على الاستثمار الأجنبي المباشر، تغطي كافة الدول والقطاعات.

copy short url   نسخ
18/08/2022
795