+ A
A -
لكأن الكاتب يخاطب وجدانه حينما يخط سطورا في حضرة فلسطين، هذه القضية التي اختصرت القداسة والصمود، وكانت فوق الجغرافيا فشكلت بوابة التقاء الأرض بالسماء والتقت فيها الحقائق والأساطير، وكانت الجذر الحضاري الممتد إلى الزمن الكنعاني التي ما انفكت يوما بتحريك عواطف الشرفاء، واستفزاز ضمائر الأحرار وتأجيج مشاعر الأبرار في كل وقت وفي كل مكان تحت الشمس. هي فلسطين «سيّدة الأرض»، وأمّ قضايا الكون، هي الراوية والرواية، الحاكية والحكاية، الراوية لمن أراد روايتها، والحكاية لمَن أحبّ حكايتها، هي الآية والقصيدة والتعويذة والتميمة والترنيمة.
مهما حصل ويحصل اليوم! وحتى لو تراجعت أو غابت مكانة القضية في أدبيات الخطاب الرسمي العربي، وفي قلب الأحداث العالمية والإقليمية وحتى لو تعرضت لغمامات الضباب بسبب الوضع العربي المأزوم والمضروب على رأسه والمفكك والغارق حتى أذنيه في همومه الداخلية؛ إلا أن صدى فلسطين القضية وإيقاعها سيبقى باقيا وحاضرا دائما في قلوب وضمائر الشعوب الحية وستبقى قبلة القضايا العادلة والمحقة وقضية المؤمنين الأحرار وأصحاب الضمائر الحية والمخلصين إلى يوم يبعثون. ستبقى فلسطين خالدة في الوجدان العربي الأصيل للشعوب ولجميع أحرار العالم! وستظل هذه القضية موقدة حية في صدور الشعوب العربية والإسلامية، لا تنطفئ جذوتها مع مرور الزمن وتقلّب الأحداث، فالشعوب هي حافظة الذاكرة وحارسة الهوية. نقول كما قال درويش «على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ..على هذه الأرض سيدةُ الأرض أم البدايات وأم النهايات، كانت تسمى فلسطين، صارتْ تسمى فلسطين».. ولا بقاء للعابرين!
فلسطين ستبقى القضية والشعب والتاريخ، فلسطين لن تنحني ما دامت ازهارها تتفتح كل صباح وما دامت مآذنها تصدح عاليا أن لا إله إلا الله[email protected]
بقلم: خالد وليد محمود
copy short url   نسخ
26/08/2020
2234