+ A
A -
يجمعني ببعض الإخوة الأعزاء الحب في الله والمرح والمزاح البريء والرياضة وخاصة المشي.. هناك أخ يظل أخا تسر النفس طلعته وصديق يرى ما بك فيكتئب.. سابقاً كان يجمعنا الكورنيش نمشي ونقطع كذا كيلو مترات ذهاباً وإياباً.. ولكن اليوم تجمعنا اللؤلؤة.. واللؤلؤة منطقة جميلة نظيفة.. المارينا فيها رائعة منظمة الجوانب.. أبراجها ماتعة وفللها أوروبية الطراز مثل فينيسيا في إيطاليا البندقية وممرات المياه تتخللها وتشاهد فيها نوعيات كثيرة من الوجوه الحمراء والبيضاء والنحاسية.. والعيون بأنواعها الزرقاء والحمراء والغائرة والضاحكة والجريئة والحنونة والغمازة والبريئة والصارمة والساهمة.. وجل من أعرفهم مغرمون بالمشي في اللؤلؤة من أجل المحافظة على البقية الباقية من أجسامهم.. والناس إذا كانوا يعرفون بعضهم البعض نسبياً بحكم المشي اليومي ويسلمون على بعضهم ولو بالتلويح أو الابتسامة فإن في اللؤلؤة لا يعرفون بعضهم البعض إلا نادراً!! في اللؤلؤة الهدوء والجمال.. المطاعم نظيفة والكافيهات ظريفة وراقية والممشى سواء على البحر أو الحدائق أو الممرات الداخلية كلها ماتعة.. والجو نظيف صحي.. اللؤلؤة ليس لها نظير في الداخل ولا تشبه غيرها فهي الواحة الفواحة وهي الساحة والراحة حتى تنسيق حدائقها وأشجارها ليس له نظير في الشوارع العامة.. متعة المشي في اللؤلؤة تطغى على كل شيء.. تنسيك طرق العذاب وزحمة العذاب ومناطق العذاب والجمال فيها حقيقي لا سراب.. يقول لي أحدهم: عندما أتخيل الزحمة والازدحام أتضايق وأصرخ!!! كالأطفال عندما يشاهدون فيلماً مرعباً!! من يعشق المشي فعليه باللؤلؤة ومن يعشق الحلويات فعليه باللؤلؤة ومن يعشق الأكل الصحي فعليه باللؤلؤة ومن يعشق الأكل عامة والترويح عن النفس فعليه باللؤلؤة.. تشد عودك وتصلح أمرك.. جمالها سينسيك معاناتك وسيثري خيالاتك وسيزيد غرامياتك في المشي والرياضة والأكل المتوازن اللذيذ وسيعيد لك حيلك الضائع ورومانسيتك المعطلة بالقوة الذاتية لا الآلية.. إذا كانت شوارعنا زحمة تثير الغيظ والحنق والغضب والإرهاق والتعب فالمشي والتنزه في اللؤلؤة يجلبان الراحة والسكينة ويعدلان المزاج العام.. وأنصح كل قارئ يعشق الرياضة والتنزه ومناظرة الجمال والإتقان أن يداويها بالتي كانت هي الداء ونعني بها اللؤلؤة في قطر.

وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي

copy short url   نسخ
06/05/2016
203